الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد ، حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش ، وعندي الجفر الأحمر. قال : قلت : وأي شيء في الجفر الأحمر؟ قال : السلاح ، وذلك إنما يُفتح للدم ، يفتحه صاحب السيف للقتل ... (١).
إذا اتضح ذلك نقول :
إن حيازة مثل هذه الكتب وغيرها لا تدل بأية دلالة على الاستغناء بها عن كتاب الله العزيز ، وإلا كان حيازة كتب الفقه والحديث والتاريخ وغيرها كفراً صراحاً.
ثمّ إن الاستغناء عن كتاب الله عزوجل لا يتحقق إلا بالإعراض عنه إلى غيره ، وأما الاستفادة من الكتب المدونة في شتى العلوم والفنون فهي لا تدل على الرغبة عن كتاب الله العزيز ، ولا سيما إذا كانت مبيِّنة لمجملات القرآن ، وموضحة لما يحتاج منه إلى بيان كما هو الحال في الصحيفة الجامعة ، التي تشتمل على الحلال والحرام وما يحتاج إليه الناس مفصّلاً ، أو كانت مشتملة على بيان الملاحم والفتن وما يكون إلى قيام الساعة ، كما هو الحال في مصحف فاطمة عليهاالسلام.
وعلى كل حال فإن الصحيفة الجامعة كتاب جامع في حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومصحف فاطمة عليهاالسلام كتاب مشتمل على حديث جبرئيل عليهالسلام ، وباقي الكتب هي من كلام الله عزوجل ،
__________________
(١) المصدر السابق ١/ ٢٤٠.