ككذب على أحدكم ، من كذب عليَّ متعمداً فليلج النار.
والجواب
إن أراد أن ما جاء في الحديث من أن رسول الله صلىاللهعليهوآله علَّم علياً عليهالسلام ألف باب من العلم ، يُفتح له من كل باب ألف باب هو كذب على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيردُّه أنه مروي في كتبهم أيضاً فيما أخرجه المتقي الهندي في منتخب كنز العمال عن علي عليهالسلام أنه قال : علمني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ألف باب ، كل باب يفتح ألف باب.
وعن ابن عباس قال : إن علياً خطب الناس فقال : يا أيها الناس ، ما هذه المقالة السيئة التي تبلغني عنكم؟ والله لتقتلُنَّ طلحة والزبير ولتفتحُنَّ البصرة ، ولتأتينكم مادة من الكوفة ، ستة آلاف وخمسمائة وستين ، أو خمسة آلاف وستمائة وخمسين. قال ابن عباس : فقلت الحرب خدعة. قال : فخرجت فأقبلت أسأل الناس : كم أنتم؟ فقالوا كما قال. فقلت : هذا مما أسرَّه إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إنه علَّمه ألف ألف كلمة ، كل كلمة تفتح ألف ألف كلمة (١).
هذا مع أنا قد أوضحنا فيما تقدَّم أن علياً عليهالسلام كان ملازماً لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان شديد الحرص على التعلم منه واقتفاء آثاره ، وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم شديد العناية به والرعاية
__________________
(١) منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد ٥/٤٣.