مناقشة الجزائري في دلالة الحديثين :
قال الجزائري : وقصد المؤلف من وراء هذا معروف ، وهو أن آل البيت وشيعتهم تبع لهم يمكنهم الاستغناء عن القرآن الكريم بما يعلمون من كتب الأوّلين.
وهذه خطوة عظيمة في فصل الشيعة عن الإسلام والمسلمين ، إذ ما من شك في أن من اعتقد الاستغناء عن القرآن الكريم بأي وجه من الوجوه فقد خرج من الإسلام ، وانسلخ من جماعة المسلمين.
ثمّ قال : إن اعتقاد امرئ الاستغناء عنه أو عن بعضه بأي حال من الأحوال ، هو ردَّة عن الإسلام ومروق منه ، لا يبقيان لصاحبها نسبة إلى الإسلام ولا إلى المسلمين.
أقول :
لو سلمنا بصحَّة الحديثين جدلاً فهما مع ذلك لا يدلان على شيء مما قاله.
أما الحديث الأول : فهو لا يدل على أن أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم قد استغنوا بكتب الأوَّلِين عن القرآن الكريم ، وإنما يدل بوضوح على أن أهل البيت عليهمالسلام عندهم تلك الكتب غير محرَّفة ولا مبدَّلة ، ورثوها من النبي صلىاللهعليهوآله ، وهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها كما عنْوَنَ الكليني رحمهالله الباب بذلك.