وظاهر الحديث أن أبا الحسن موسى عليهالسلام قرأ على بُريه من الإنجيل ما يُلزمه ويأخذ بعنقه للدخول في الإسلام ، بدليل أنه أسلم في الحال ، ولعلَّه قرأ عليه من الإنجيل ما يدل على نبوة نبينا محمد صلىاللهعليهوآله ، فإن ذلك مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل كما أخبر سبحانه وتعالى في محكم كتابه إذ قال : (وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ ...) (١).
قال ابن كثير : هذه يعني قوله تعالى (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ...) الآية صفة محمد صلىاللهعليهوآله في كتب الأنبياء ، بشَّروا أُممهم ببعثه ، وأمروهم بمتابعته ، ولم تزل صفاته موجودة في كتبهم ، يعرفها علماؤهم وأحبارهم (٢).
وقال : إن الأنبياء عليهمالسلام لم تزل تنعته وتحكيه في كتبها على أممها ، وتأمرهم باتّباعه ونصره ومؤازرته إذا بعث (٣).
وقال البيهقي : إن الله تعالى أمَر عيسى عليهالسلام فبشَّر به
__________________
(١) سورة الاعراف ، الآتيان ١٥٦ ـ ١٥٧.
(٢) تفسير القرآن العظيم ٢/٢٥١.
(٣) المصدر السابق ٤/٣٦٠.