معنى الحديث
قوله عليهالسلام : «إن الله غضب على الشيعة» يعني به جماعة من الشيعة المعاصرين له عليهالسلام ، وإنما غضب عليهم لأمور وقعت منهم.
قال المولى المجلسي أعلى الله مقامه : «غضب على الشيعة» إما لتركهم التقية ، فانتشر أمر إمامته عليهالسلام ، فتردد الأمر بين أن يقتل الرشيد شيعته ويتتبعهم ، أو يحبسه عليهالسلام ويقتله ، فدعا عليهالسلام لشيعته ، واختار البلاء لنفسه. وإما لعدم انقيادهم لإمامهم وخلوصهم في متابعته وإطاعة أوامره ، فخيَّره الله تعالى بين أن يخرج على الرشيد فتُقتل شيعته إذا يخرج ، فينتهي الأمر إلى ما انتهى إليه.
وقيل : خيَّرني الله بين أن أوطِّن نفسي على الهلاك والموت ، أو أرضى بإهلاك الشيعة ، «فوقيتهم والله بنفسي» يعني فاخترتُ هلاكي دونهم.
وقيل : أي فخيرني بين إرادة موتي أو موتهم ، لتحقّق المفارقة بيني وبينهم ، فاخترتُ لقاء الله شفقة عليهم (١).
قال الجزائري : تأمل أيها الشيعي وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه من
__________________
(١) مرآة العقول ٣/١٢٦.