صالح المعتقد والقول والعمل. تأمل هذه الفرية ولا أقول غير الفرية (٢) ، وذلك لمجانبتها الحق ، وبعدها كل البعد عن الواقع والصدق ، تأملها فإنك تجدها تلزم معتقدها بأمور عظيمة ، كل واحد لا ترضى أن ينسب إليك أو تنتسب أنت إليه ما دمت ترضى بالله ربّا ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبيّا ورسولا.
والجواب :
أنَّا أوضحنا أن هذا الحديث ضعيف السند ، والحديث الضعيف كما مر لا يُلزم الشيعة بشيء مما جاء فيه ، ولا يُحتج عليهم به.
على أنَّا لو سلَّمنا بصحة هذا الحديث فإن معناه لا تردُّه العقول ، ولا يستلزم شيئاً من اللوازم الفاسدة التي ذكرها الجزائري ، لإمكان حمله على وجوه صحيحة لا تأباها ألفاظ الحديث كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
ثمّ إن الجزائري أخذ في سرد أمور جعلها لوازم يُلزَم بها كل واحد من الشيعة الإمامية ، فقال :
وتلك الأمور :
١ ـ الكذب على الله عزوجل في أنه أوحى إلى موسى الكاظم بأنه غضب على الشيعة ، وأنه خيَّره نفسه أو شيعته ، وأنه فداهم بنفسه ، فهذا
__________________
(١) صدق الجزائري في هذا القول ، فإنه لم يقل في كتيبه هذا على الشيعة إلا الفرية.