مشي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : مرحباً بابنتي. ثمّ أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثمّ أسرَّ إليها حديثاً فبكت ، فقلت لها : لِمَ تبكين؟ ثمّ أسرَّ إليها حديثاً فضحكت ، فقلت : ما رأيت كاليوم فرَحاً أقربَ من حزن. فسألتها عما قال ، فقالت : ما كنت لأفشي سرَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتى قُبض النبي صلىاللهعليهوآله فسألتها فقالت : أسرَّ إليَّ : إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة ، وإنه عارضني العام مرتين ، ولا أراه إلا حضر أجلي ، وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بي. فبكيت ، فقال : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين. فضحكت لذلك (١).
وخصَّ أمير المؤمنين عليهالسلام بما لم يخص به غيره كما أخرج الترمذي بسنده عن جابر ، قال : دعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم علياً يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما انتجيته ولكن الله انتجاه (٢).
وأخرج أحمد والحاكم وغيرهما عن أم سلمة ، قالت : والذي أحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهداً برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. قالت : عدنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم غداة بعد غداة ، يقول : «جاء علي؟» مراراً.
__________________
(١) صحيح البخاري ٤/٢٤٧ ـ ٢٤٨ كتاب المناقب ، باب علامات النبوة في الإسلام.
(٢) سنن الترمذي ٥/٦٣٩. قال الملا علي القاري في شرح الحديث في مرقاة المفاتيح ١٠/٤٧١ : والمعني أني بلغته عن الله ما أمرني أن أبلغه إياه على سبيل النجوى. وقال : قال الطيبي رحمهالله : كان ذلك أسرارا إلهية وأمورا غيبية جعله من خزائنها.