قالت فاطمة : كان بعثه في حاجة. قالت : فجاء بعد. قالت : فظننت أن له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب ، وكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكبَّ عليه علي فجعل يسارُّه ويناجيه ، ثمّ قُبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من يومه ذلك ، فكان علي أقرب الناس به عهداً (١).
وأخرج ابن سعد وأبو نعيم والهيثمي وغيرهم عن ابن عباس قال : كنا نتحدّث أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عهد إلى علي سبعين عهداً لم يعهدها إلى غيره (٢).
هذا كله مضافاً إلى أن آية النجوى وهي قوله سبحانه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٣) لم يعمل بها أحد من هذه الأمة إلا علي بن أبي طالب عليهالسلام كما نص عليه كل من وقفنا على قوله في الآية من العلماء والحفاظ والمفسرين (٤).
__________________
(١) مسند احمد ٦/٣٠٠. المستدرك ٣/١٣٨ وقال : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. فضائل الصحابة ٢/٦٨٦.
(٢) الطبقات الكبرى ٢/٣٣٨. حلية الأولياء ١/٦٨٦. مجمع الزوائد ٩/١١٣.
(٣) سورة المجادلة ، الآية ١٢.
(٤) أخرج الحاكم في المستدرك ٢/٤٨٢ وغيره عن علي عليهالسلام أنه قال : ... إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد ولا يعمل بها أحد بعدي ، آية النجوى ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً)) الآية. قال : كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فناجيت النبي صلىاللهعليهوآله ، فكنت كلما ناجيت النبي صلىاللهعليهوآله قدمت بين يدي نجواي درهماً ، ثمّ