معالم دينهم ، وتوجيه أَتْباعهم التوجيه الديني العالي. وكل الثورات التي حدثت في عصرهم من العلويين لم تكن عن إشارتهم ورغبتهم ، بل كانت كلها مخالفة صريحة لأوامرهم وتشديداتهم ، فإنهم كانوا أحرص على كيان الدولة الإسلامية من كل أحد حتى من خلفاء بني العباس أنفسهم. وكفى أن نقرأ وصية الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام لشيعته : لا تذلّوا رقابكم بترك طاعة سلطانكم ، فإن كان عادلاً فاسألوا الله بقاءه ، وإن كان جائراً فاسألوا الله إصلاحه ، فإن صلاحكم في صلاح سلطانكم ، وإن السلطان العادل بمنزلة الوالد الرحيم ، فأحبوا له ما تحبون لأنفسكم ، واكرهوا له ما تكرهون لأنفسكم (١).
قال : وهذا غاية ما يُوصف في محافظة الرعية على سلامة السلطان أن يحبُّوا له ما يحبون لأنفسهم ، ويكرهوا له ما يكرهون لها (٢).
وأما علماء الشيعة الإمامية فهم تبع لأئمة أهل البيت عليهمالسلام في ذلك ، ومواقفهم وكلماتهم وفتاواهم في هذا الشأن أدل دليل على ذلك ، إذ تدل بوضوح على أنهم أكثر علماء هذه الأمة سعياً في رأب الصدع ولمّ الشمل وتوحيد الكلمة.
وحسبك دليلاً على ذلك ما أفتى به مَن وقفنا على فتواه منهم من
__________________
(١) وسائل الشيعة ١١/٤٧٢.
(٢) عقائد الامامية ، ص ١٤٤.