استحباب الصلاة في جماعة أهل السنة ، وحرمة أو كراهة التظاهر بمخالفة أهل السنة في المسائل الخلافية بين السنة والشيعة ، وحرمة مخالفة أهل السنة في وقوف الحج في عرفات وغير ذلك مما يعرفه المتتبّع.
ثمّ ما الذي يستفيده علماء الشيعة الإمامية من العيش على حساب هدم الإسلام وتمزيق شمل المسلمين وهم الذين صرفوا زهرة أعمارهم في الذب عن الإسلام والمسلمين؟! هذا مع أنهم لو ساروا في ركاب الحكَّام والأُمراء والسلاطين وأكلوا من فتات موائدهم كما يصنع غيرهم ، لكان ذلك أرغد لدنياهم وأرخى لبالهم.
هذا في الوقت الذي كان كثير من علماء أهل السنّة قد دأبوا منذ مئات السنين إلى يومنا هذا على تصنيف المصنفات الكثيرة التي نقدوا فيها عقائد الشيعة الإمامية ، وحكموا فيها بضلالهم وكفرهم ، وأفتوا فيها بإباحة دمائهم وأموالهم.
ومن العجب أن هذا الرجل الذي يكتب مثل هذا الكتيّب الذي يؤجّج به نائرة الفتنة ، ويزيد به الفُرقة بتكفير طائفة كبيرة من طوائف المسلمين ، يرمي علماء الشيعة بهدم الإسلام وتمزيق شمل المسلمين ، وهل هذا إلا مصداق قوله سبحانه (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (١).
__________________
(١) سورة النساء ، الآية ١١٢.