وأهل البيت عليهمالسلام لم يألوا جهداً في هداية الناس وإرشادهم والنصح لهم ، إلا أن كثيراً من الناس أعرضوا عنهم ورغبوا عما عندهم ، وقدموا غيرهم عليهم.
وقوله : «أليس هذا احتكاراً لرحمة الله واغتصاباً لها ، يُنَزَّه أهل البيت عنه» كلام ركيك المعنى ، إذ كيف يتحقق احتكار الرحمة واغتصابها حتى يُنزَّه أهل البيت عليهمالسلام عنها؟!
إن رحمة الله سبحانه واسعة كما قال الله في كتابه العزيز (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) (١) ، إلا أنه تعالى قد يختص بعض عباده برحمة منه كما قال (وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٢) ، وقال (نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (٣). وفهْم أهل البيت عليهمالسلام معاني القرآن ومعرفة أحكامه رحمة اختصهم الله سبحانه وتعالى بها فيما اختصّهم به ، وهذا لا محذور فيه.
قال : اللهم إنا لنعلم أن آل بيت رسولك بُرَآء من هذا الكذب ، فالعن اللهم من كذب عليهم وافترى.
أقول :
لقد أوضحنا فيما تقدم أنا لم نقُل إن كل إمام من أئمة العترة
__________________
(١) سورة الاعراف ، الآية ١٥٦.
(٢) سورة البقرة ، الآية ١٠٥.
(٣) سورة يوسف ، الآية ٥٦.