الدين والعمل بالآثار الصحيحة عن الصادقِين عليهمالسلام ، والسنن القائمة التي عليها العمل ، وبها يؤدَّى فرض الله عزوجل وسنة نبيه صلىاللهعليهوآله (١). فاستجاب لطلبهم وألَّفه في تلك المدة الطويلة التي حدَّدها كل من ترجمه وتعرض لتاريخه بعشرين عاماً ، فجاء جامعاً لما يحتاج إليه المحدِّث والفقيه والمتكلم والواعظ والمجادل والمتعلم. والكتاب الذي يحتوي على هذه المواضيع لا بد وأن يُلفت الأنظار ، ويصادف تقدير الباحثين من العلماء ، لأنه يوفِّر عليهم عناء البحث عن الروايات ، ويسد حاجة الفقيه والمحدِّث والمتكلم وغيرهم في آن واحد.
هذا بالإضافة إلى ما كان يتمتع به مؤلفه من ثقة عالية ، وشهرة واسعة ، ومكانة في العلم والدين تؤهله لأن يحتل المكانة التي تليق به في النفوس (٢).
ومن أسباب شهرة هذا الكتاب أيضاً وسمو مكانته أنه امتاز بحسن الترتيب ، وزيادة الضبط والإتقان كما مر ، وذلك لأن الكليني رحمهالله قد تأنَّى في تأليفه ، فصرف في جمعه من عمره الشريف عشرين سنة ، بذل فيها جهده ، وسافر فيها إلى البلدان الكثيرة لمصاحبة شيوخ الإجازات ، وملاقاة المهرة في معرفة الأحاديث.
هذا مع أنه عاش في زمن سفراء الإمام المهدي عليهالسلام حيث
__________________
(١) الكافي ١/٨.
(٢) دراسات في الحديث والمحدثين ص ١٣١.