سمع من : ابن الحصين ، وعبيد الله بن محمد بن البيهقيّ ، وزاهر الشّحّاميّ.
روى عنه : حافده داود بن عليّ.
وكان أوّلا أستاذ دار المقتفي ، والمستنجد ، ووزر للمستضيء. وكان فيه مروءة وإكرام للعلماء.
ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة ، وكان يلقّب عضد الدّين.
وكان سريّا ، مهيبا ، جوادا.
قال الموفّق عبد اللّطيف : كان إذا وزن الذّهب يرمي تحت الحصر قراضة كثيرة قدر خمسة دنانير ، فأخذت منها يوما ، فنهرني أبي وقال : هذه يرميها الوزير برسم الفرّاشين.
وكان يسير في داره ، فلا يرى واحدا منّا معشر الصّبيان إلّا وضع في يده دينارا ، وكذا كان يفعل ولداه كمال الدّين ، وعماد الدّين ، إلّا أنّ دينارهما أخفّ. وكان والدي ملازمه على قراءة القرآن والحديث.
استوزره الإمام المستضيء أوّل ما ولي ، واستفحل أمره. وكان المستضيء كريما رءوفا ، واسع المعروف ، هيّنا ، ليّنا. وكانت زوجته بنفسه كثيرة الصّدقات والمروءة.
وكان الوزير ذا انصباب إلى أهل العلم والصوفيّة ، يسبغ عليهم النّعمة ، ويشتغل هو وأولاده بالحديث والفقه والأدب. وكان النّاس معهم في بلهنيّة ،
__________________
= الجانب الآخر فضربه في خاصرته ، ووثب آخر وبيده سكّين مسلولة فلم يصل إليه ، وتكاثر الناس على الثلاثة فقتلوهم ، ثمّ مات الوزير وصلّي عليه ودفن في تربتهم.
وقيل : إنّ الثلاثة الذين قتلوه كانوا من الباطنية من جبل السّمّاق.
وحكى بعض أهل قطفتا قال : دخلت قبل قتل الوزير بساعتين إلى مسجد هناك فرأيت به ثلاثة رجال ، وقد قدّموا واحدا منهم إلى المحراب وأقاموه ، ثم صلّى الرجلان الآخران عليه صلاة الميت ، ثم قام ونام آخر وصلّى الآخران عليه ، حتى صلّى كل واحد منهم على الآخر ، وأنا أراهم وهم لا يروني. فعجبت مما فعلوا. ثم لما قتل الوزير وقتل الثلاثة تأمّلت وجوههم فإذا هم هم. (الفخري).