وبالمدينة : أبا الفرج القزوينيّ.
وقدم بغداد ، وأقبل على الفقه ، والعربيّة ، حتّى برع فيهما ، وأتقن مذهب الشّافعيّ.
ثمّ رحل إلى البصرة سنة خمسمائة ، فسمع من : محمد بن جعفر العسكريّ ، وجماعة.
وبزنجان : أبا بكر أحمد بن محمد بن زنجويه الفقيه ، الرّاوي عن أبي عليّ بن شاذان.
وبهمذان : أبا غالب أحمد بن محمد المزكّي ، وطائفة.
وجال في الجبال ومدنها.
وسمع بالرّيّ ، والدّينور ، وقزوين (١) ، وساوة ، ونهاوند.
وكذا طاف بلاد أذربيجان إلى دربند ، فسمع بأماكن ، وعاد إلى الجزيرة من ثغر آمد.
وسمع بخلاط ، والرّحبة. وقدم دمشق سنة تسع وخمسمائة بعلم جمّ ، فأقام بها عامين. وسمع بها من : أبي طاهر الحنّائيّ ، وأبي الحسين بن الموازينيّ ، وخلق.
ثمّ مضى إلى صور (٢) ، وركب منها البحر الأخضر (١) إلى الإسكندرية ،
__________________
(١) قال عبد الكريم القزويني : ورد قزوين سنة إحدى وخمسمائة ، وسمع بها من أبي الفتح إسماعيل بن عبد الجبار القاضي وغيره ، ورأيت خطّه على كثير من الأجزاء العتيقة ، وسمع واستفاد منه الجمّ الغفير. (التدوين ٢ / ٢٢٥).
(٢) أقام السّلفي مدّة في صور قبل أن يبحر إلى الإسكندرية سنة ٥١١ ه. فكان يأخذ على شيوخها ، وهو كان يروي أيضا ، فقصده عبد الجليل الحيفي من حيفا بساحل فلسطين ، فسمع منه بصور ، وكان من رجال البحر. والتقى السلفي بدمشق وصور أبا النور ضياء بن الحسين بن نصير ، وهو من أهل جبل عاملة ، وسمع منه. كما سمع بدمشق من : أبي الفرج أحمد بن الحسن بن علي بن زرعة الصوري ، وأبي طالب علي بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي عقيل الصوري ، وأبي عمرو عثمان بن عمر بن أبي عبد الله البيروتي.
وكان أهل صور وطرابلس يتردّدون عليه وهو في الإسكندرية ، ومنهم : عبد الله بن أحمد بن الحسين بن النقّار الطرابلسي وقد علّق عنه من شعره ومن شعر أبيه ، وكان يراسله ويكاتبه ـ