الله جلّ وعلا ورفعه لذكر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
هذا ، ونحن نعلم بأنّ الذي رفع ذكرَ الرسول هو الله في محكم كتابه ، وإليك أقوال بعض العلماء والمفّسر ين لتقف على المقصود ، وأنّه أمر ربّاني ، وليس كما تصوره أبو سفيان ومعاوية والأمويّون ومن لف لفهم :
قال الشافعي : أخبرنا ابن عيينة ، عن ابن نجيح ، عن مجاهد في قوله : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) قال : لا أُذكَر إلّا ذُكِرتَ معي «أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله» (١). يعني ـ والله أعلم ـ ذكره عند الإيمان والأذان ، ويحتمل ذكره عند تلاوة الكتاب وعند العمل بالطاعة والوقوف عن المعصية.
وقال النووي في شرحه على مسلم ـ بعد ذكره المشـهورَ عن الشافعي في رسالته ومسنده في تفسير قوله تعالى : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) ـ : «وروينا هذا التفسير مرفوعاً إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن جبرئيل عن ربّ العالمين ...» (٢).
وفي مصنف ابن أبي شيبة الكوفي : حدّثنا ابن عيينة ، عن ابن نجيح ، عن مجاهد (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) يقال : ممن هذا الرجل؟
فيقول : من العرب.
فيقال : من أيّ العرب؟
فيقول : من قريش.
(وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) لا أُذكرُ إلّا ذكرتَ «أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ
__________________
(١) الرسالة للإمام الشافعي : ١٦ ، المسند للإمام الشافعي : ٢٣٣ ، المجموع ١ : ٥٧٧ ، تلخيص وانظر : الحبير ٣ : ٤٣٥ ، تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني ٣ : ٤٣٧ ، وفي السنن الكبرى ٣ : ٢٠٩ (باب ما يستدل به على وجوب ذكر النبيّ في الخطبة) وبعد ذكره لقول الشافعي قال : ويذكر عن محمد بن كعب القرظي مثل ذلك. وانظر : فيض القدير شرح الجامع الصغير ١ : ٢٨.
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم ١ : ١٦٠ باب مقدّمة الصحيح.