ويجهرون بالبسملة ، ويكبّرون على الميّت خمساً ، وينادون بـ «من مات عن بنت وأخ وأخت فالمال كله لها» ويصرحّون بالصحيح من دين الله في عشرات المسائل التي حرّفها المحرّفون.
وجاء في جامع علي بن اسباط عن الحسن بن جهنم قال : ذكرت لابن عبدالله جعفر بن محمّد عليهالسلام ما نحن فيه وما للناس فيه من اذلال بني العباس قلت : ومتى الفرج؟ قال : النداء بحي على خير العمل على المنارة (١).
وهذا يشير إلى أنّ الخلاف بين الحكّام والعلويين كان أصولياً ، وليس كما يصوّره البعض بأنّه خلاف حول الخلافة بما هي خلافة فقط ، بل إنّ اختلافهم كان على الشر يعة حكومةً وأحكاماً.
إنّ وقـوف الطـالبيين أمام الحكـام ما هو إلّا انعكاس لنهج أصـيل يقـف في مواجهة الخـلفاء ، ومـا جزئـيّة «حيّ على خـير العمل» إلّا نمـوذج مصغرَّ لهـذا الصـراع الفكـري العقائـدي في الشـر يعة ، وإلـيك الآن بعض النصوص في ذلك :
زيد بن عليّ بن الحسين «١٢٢ ه»
روى الحافظ العلوي بسنده إلى يزيد بن معاوية بن إسحاق ، قال : كنّا بجبّانة سالم (٢) ، وقد أَمِنَّا أهل الشام ، فأمر زيدُ بن عليّ معاويةَ بن إسحاق فقال : أذِّن بـ «حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل» (٣).
__________________
(١) الايضاح للقاضي النعمان المطبوع في «ميراث حديث شبيعه» دفتر دهم صفحة ١٠٩.
(٢) أهل الكوفة يسمّون مكان دفن الأموات جبّانة ، كما يسميّها أهل البصرة المقبرة ، وجبانه سالم تنسب إلى سالم بن عمارة بن عبدالحارث (انظر : معجم البلدان ٢ : ٩٩ ـ ١٠٠).
(٣) الأذان بحيّ على خير العمل : ٨٣ للحافظ العلوي.