فلــمّا تَــنازَعنا المقــالَ قـضى لنا |
|
عليهم بما نهوى نداءُ الصَّوامعِ |
قال المتوكّل : وما نداء الصوامع يا أبا الحسن؟ قال : «أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله» جدّي أم جدّك؟ فضحك المتوكل ثمّ قال : هو جدّك لا ندفعك عنه (١).
تَرانا سُكوتاً والشهيدُ بفضلِنا |
|
تَراهُ جَهيرَ الصوتِ في كلِّ جامعِ |
بـأنّ رســـولَ اللهِ أحمدَ جــدُّنا |
|
ونحـن بَنوهُ كالنجومِ الطَّوالعِ (٢) |
فكان الأذان وفيه اسم محمّد ، المرفوع ذكره ، المستتبع لرفع ذكر الأئمّة من أولاده (٣) ، كان ذلك أكبر مفخرة للمسلم الحقيقي ، كما كان يؤذي أعداء الإسلام الذين ارتدوا بسبب المعراج ، ويؤذي من أرادوا جعل الأذان وفصوله أحلاماً واقتراحات ، ويؤذي معاوية الذي أرّقه ذكر اسم «محمّد» واقترانه باسم ربّ العالمين ، ويؤذي أولاد طلحة وقتلة الحسين عليهالسلام ، كما كان يؤرق المتوكّل العباسي ، وكلّ رموز التحريف وأرباب الطموحات السلطو يين ، وكلّهم من السلك القرشي المعادي لله وللرسول ولعترة الرسول صلوات الله عليهم أجمعين.
القدرة الإلهيّة وفشل المخطّطات
إن قريشاً سعت للوقوف أمام الدعوة ودأبت على طمس معالم الإسلام ، لكن الله أبى إلّا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ
__________________
(١) أمالي الطوسي ٢٩٣.
(٢) انظر : ديوان عليّ الحمّاني ٨١ ، ومناقب ابن شهرآشوب ٤ : ٤٠٦ وفيه : «عليهم» بدل : «تراه».
(٣) لأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر أن لا يصلوا عليه الصلاة البتراء.