مصر (سنة ٥٦٥ ه)
جاء في (نهاية الأرب في فنون الأدب) : ... قال المورخ : ولعشر مضين من ذي الحجة سنة خمس وستين وخمسمائة أمر الملك الناصر [أي صلاح الدين الأيوبي] أن يسقط من الأذان قولهم «حيّ على خير العمل ، محمّد وعليّ خير البشر» وكانت أول وصمة دخلت على الشيعة والدولة العبيدية ، ويئسوا بعدها من خير يصل إليهم من الملك الناصر ، ثمّ أمر أن يذكر في الخطبة بكلام مجمل ، ليلبس على الشيعة والعامة : اللّهمّ أصلح العاضد لدينك ... (١)
ونقل أبو شامه عن ابن أبي طي فيما جرى في مصر سنة ٥٦٦ هـ قوله : في هذه السنة شرع السلطان ـ يعني صلاح الدين ـ في عمارة سور القاهرة لأنه كان قد تهدّم أكثره وصار طريقاً لا يردّ داخلاً ولا خارجاً ، وولاّه لقراقوش الخادم ، وقبض على القصور وسلّمها إليه ، وأمر بتغيير شعار الإسماعيلية وقطع من الأذان «حيّ على خير العمل» وشرع في تمهيد أسباب الخطبة لبني العباس (٢).
وجاء مثله عند ابن كثير في البداية والنهاية (٣).
وقال ابن الاثير : كان السبب في ذلك أن صلاح الدين يوسف بن أيوب لما ثبت قدمه بمصر وأزال المخالفين له وضعف أمر العاضد وهو الخليفة بها .. كتب إليه الملك العادل نور الدين محمود يأمره بقطع الخطبة العاضدية وإقامة الخطبة العباسية ، فاعتذر صلاح الدين بالخوف من وثوب أهل مصر وامتناعهم من الإجابة إلى ذلك لميلهم إلى العلويين ، فلم يصغ نور الدين إلى قوله وأرسل إليه يلزمه إلزاماً لا فسحة له فيه (٤).
__________________
(١) نهاية الارب في فنون الادب الفن ٥ / القسم ٥ / الباب ١٢ أخبار الملوك العبيديون.
(٢) الروضتين في اخبار الدولتين ٢ : ١٨٤.
(٣) البداية والنهاية ١٢ : ٢٨٣.
(٤) انظر الكامل ٩ : ١١١ وعنه في الروضتين في اخبار الدولتين ٢ : ١٩٠.