مصر (سنة ٥٢٤ ه)
ولي الحافظ لدين الله الفاطمي (عبدالمجيد حفيد المستنصر بالله) بعد قتل ابن عمه أبي عليّ منصور الآمر بأحكام الله في سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
قال العلاّمة أبو المظفر في مرآة الزمان : ... ولما استمر الحافظ في خلافة مصر ضعف أمره مع وزيره أبي عليّ أحمد بن الأفضل أمير الجيوش ، وقويت شوكة الوزير المذكور وخطب للمنتظر المهدي ، وأسقط من الأذان «حيّ على خير العمل» ، ودعا الوزير المذكور لنفسه على المنابر «بناصر إمام الحق ، هادي العصاة إلى اتّباع الحق ، مولى الأمم ، ومالك فضيلتي السيف والقلم» فلم يزل حتّى قتل الوزير (١).
وقد تكلّم المقريزي في (اتعاظ الحنفاء) عن أبي عليّ أحمد بن الأفضل ، فقال : وكان إمامياً متشدّداً فالتفت عليه الإمامية ولعبوا به حتّى أظهر المذهب الإمامي وتزايد الأمر فيه إلى التأذين فانفعل بهم ، وحسّنوا له الدعوة للقائم المنتظر فضرب الدراهم باسمه ونقش عليها «الله الصمد ، الإمام محمّد» ... إلى أن يقول : ... وكان قد أسقط منذ إقامة الجند ذكر إسماعيل بن جعفر الصادق الذي تنسب إليه الطائفة الإسماعيلية ، وأزال من الأذان قولهم فيه «حيّ على خير العمل محمّد وعليّ خير البشر» ، وأسقط ذكر الحافظ من الخطبة ، واخترع لنفسه دعاءً يُدعى به على المنابر ... (٢)
وقال أبو الفداء في تاريخه : ... ثمّ دخلت سنة ست وعشرين وخمسمائة ، فيها قُتِلَ أبو عليّ بن الأفضل بن بدر الجمالي وزير الحافظ لدين الله العلوي ، وكان أبو
__________________
(١) النجوم الزاهرة ٥ : ٢٣٨.
(٢) اتعاظ الحنفاء في تاريخ الائمة الخلفاء ٣ : ١٤٣.