وبين القوّاد ـ ومَن معهم من العامّة ـ قتال شديد ، وطَرَح الأتراك النار في أسواق الكرخ ، فاحترق كثير منها ، وألحقتها بالأرض ، وانتقل كثير من الكرخ إلى غيرها من المحالّ.
وندم القوّاد على ما فعلوه ، وأنكر الإمام القائم بأمر الله ذلك ، وصلح الحال ، وعاد الناس إلى الكرخ ، بعد أن استقرّت القاعدة بالديوان بكفّ الأتراك أيديهم عنهم (١).
وفي (تاريخ أبي الفداء) : ... وفي هذه السنة (ت ٤٤٤ هـ) كانت الفتنة ببغداد بين السنة والشيعة ، واعادت الشيعة الأذان «بحيّ على خير العمل» ، وكتبوا على مساجدهم : «محمّد وعليّ خير البشر» (٢).
بغداد (سنة ٤٤٨ ه)
ذكر ابن الأثير في حوادث هذه السنة : ... وفيها أمر الخليفة بأن يؤذّن بالكرخ والمشهد وغيرها : «الصلاة خير من النوم» ، وأن يتركوا : «حيّ على خير العمل» ففعلوا ما أمرهم به خوف السلطنة وقوتها (٣).
وقال ابن الجوزي في (المنتظم) : ... وفي هذه السنة أقيم الأذان في المشهد بمقابر قريش ومشهد العتيقة ومساجد الكرخ بـ «الصلاة خير من النوم» ، وأزيل ما كانوا يستعملونه في الأذان من «حيّ على خير العمل» وقلع جميع ما كان على أبواب الدور والدروب من «محمّد وعليّ خير البشر».
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٨ : ٦٥.
(٢) تاريخ أبي الفداء ٢ : ١٧٢ ، البداية والنهاية ١٢ : ٦٨ ، العبر في خبر من غبر ٣ : ٢٠٥ ، تاريخ الإسلام للذهبي ٣٠ : ٩.
(٣) الكامل في التاريخ ٨ : ٧٩ ، وفي النجوم الزاهرة ٥ : ٥٩ مثله.