ودخل إلى الكرخ منشدو أهل السنة من باب البصرة فأنشدوا الاشعار في مدح الصحابة ، وتقدم رئيس الرؤساء إلى ابن النسوي بقتل أبي عبدالله بن الجلاب شيخ البزّازين بباب الطاق ، لِما كان يتظاهر به من الغلو في الرفض ، فقُتل وصلب على باب دكانه ، وهرب أبو جعفر الطوسي ونُهبت داره ، وتزايد الغلاء فبيع الكرّ الحنطة بمائة وثمانين ديناراً (١).
وفي (البداية والنهاية) : ... وفيها ألزم الروافض بترك الأذان بـ «حيّ على خير العمل» وأمروا أن ينادي مؤذنهم في أذان الصبح وبعد حيّ على الفلاح ، «الصلاة خير من النوم» مرتين ، وأزيل ما كان على أبواب المساجد ومساجدهم من كتابة : «محمّد وعليّ خير البشر» ، ودخل المنشدون .... ينشدون بالقصائد التي فيها مدح الصحابة ، وذلك أنّ نوءُ الرافضة اضمحلّ ، لأنّ بني بويه كانوا حكاماً وكانوا يقوونهم وينصرونهم ، فزالوا وبادوا وذهب دولتهم (٢).
وفي (السيرة الحلبية) : ... وذكر بعضهم أنّ في دولة بني بويه كانت الرافضة تقول بعد الحيعلتين «حيّ على خير العمل» ، فلمّا كانت دولة السلجوقية منعوا المؤذنين من ذلك وأمروا أن يقولوا في أذان الصبح بدل ذلك «الصلاة خير من النوم» (٣).
وفي (النجوم الزاهرة) : وفيها أقيم الأذان في مشهد موسى بن جعفر ومساجد الكرخ بـ «الصلاة خير من النوم» على رغم أنف الشيعة ، وأُزيل ما كانوا يقولونه في الأذان من «حيّ على خير العمل» (٤).
__________________
(١) المنتظم ١٦ : ٧ ـ ٨.
(٢) البداية والنهاية ١٢ : ٧٣.
(٣) السيرة الحلبية ٢ : ٣٠٥.
(٤) النجوم الزاهرة ٥ : ٥٩.