حلب (سنة ٥٤٣ ه)
جاء في (زبدة الحلب من تاريخ حلب) : ... وشرع نور الدين (١) في تجديد المدارس والرباطات بحلب ، وجلب أهل العلم والفقهاء إليها ، فجدّد المدرسة المعروفة بالحلاويين في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، واستدعى برهان الدين عليّ بن الحسن البلخي الحنفي وولاّه تدريسها ، فغيّر الأذان بحلب ، ومنع المؤذنين من قولهم «حيّ على خير العمل» ، وجلس تحت المنارة ومعه الفقهاء وقال لهم : من لم يؤذن الأذان المشروع فألقوه من المنارة على رأسه ، فأذنّوا الأذان المشروع واستمر الأمر من ذلك اليوم ... (٢)
قال الذهبي في سيرأعلام النبلاء (٣) في ترجمة عليّ بن الحسن بن محمّد أبي الحسن الحنفي الفقيه : سمع بما وراء النهر وتنتسب إليه المدرسة البلخية ويلقب بالبرهان ، وهو الذي أبطل من حلـب الأذان بـ «حيّ على خير العمل» ، مات سنة ٥٤٨.
وكان المقدسي قد نوه عن إبطال الأذان بـ «حيّ على خير العمل» ، بقوله : ورد الخبر من ناحية حلب بأنّ صاحبها نور الدين بن أتابك أمر بإبطال «حيّ على خير العمل» في أواخر تأذين الغداة والتظاهر بسب الصحابة وأنكر ذلك إنكاراً شديداً ، وساعده على ذلك جماعة من السنة بحلب ، وعظم هذا الأمر على الإسماعيلية وأهل التَّشَيُّع .. (٤)
__________________
(١) هو نور الدين أبو القاسم محمود بن زنكي بن آقسنقر ، المولود سنة ٥١١ هـ ، وكان حنفي المذهب داعية إلى مذهبه ، وهو مؤسس الدولة النورية في الشام.
(٢) زبدة الحلب في تاريخ حلب لابن العديم ٢ : ٤٧٥ ـ ٤٧٦.
(٣) سير أعلام النبلاء ٢٠ : ٢٧٦.
(٤) الروضتين في أخبار الدولتين ١ : ٢٠٢.