صلاة الصبح : الصلاة خير من النوم ، وأن يكون ذلك من مؤذّني القصر عند قولهم : «السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله» (١).
فامتثل ذلك ، ثمّ عاد المؤذّنون إلى قول «حيّ على خير العمل» في ربيع الآخر سنة أحد وأربعمائة ، ومنع في سنة خمس وأربعمائة مؤذّني جامع القاهرة ومؤذّني القصر من قولهم بعد الأذان : «السلام على أمير المؤمنين» وأمرهم أن يقولوا بعد الأذان : الصلاة رحمك الله ...» (٢).
وفي كتاب (النجوم الزاهرة في أعلام مصر والقاهرة) : ... ثمّ في شهر ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وثلاثمائة أذّنوا بمصر بـ «حيّ على خير العمل» واستمرّ ذلك ، ثمّ شرع جوهر في بناء جامعه بالقاهرة المعروف بجامع الأزهر ، وهو أوّل جامع بنته الرافضة بمصر (٣).
وفي تاريخ الخلفاء : في ربيع الآخر سنة ٣٥٩ أذّنوا بمصر بـ «حيّ على خير العمل» (٤).
دمشق (سنة ٣٦٠ ه)
قال الذهبي في تاريخ الإسلام : ... وفي صفر أعلن المؤذّنون بدمشق «حيّ
__________________
(١) مرّ عليك أنّ معاوية بن أبي سفيان هو أوّل من ابتدع هذه المقولة ورسّخ أركانها (كما عن كتب الأوائل السيوطي : ٢٦). وقد كان لهذا الأمر جذر متجذر في زمان عمر ، ذلك أنّه لمّا قدم عمر مكّة أتاه أبو محذورة وقد أذّن ، فقال : الصلاة يا أمير المؤمنين ، حيّ على الصلاة حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح ، قال : ويحك أمجنون أنت؟! أما كان في دعائك الذي دعوتنا ما نأتيك حتّى تأتينا. (مصنف ابن أبي شيبة ١ : ٣٠٧).
(٢) المواعظ والاعتبار للمقريزي ٢ : ٢٧٠ ـ ٢٧١.
(٣) النجوم الزاهرة ٤ : ٣٢.
(٤) تاريخ الخلفاء : ٤٠٢.