ثمّ في سنة ١٠٧٠ استولى على حضرموت كلها ، وأمرهم أن يزيدوا في الأذان «حيّ على خير العمل» وترك الترضي عن الشيخين ... ثمّ لم يزل الإمام إسماعيل قائماً بأعباء الإمامـة الكـبرى إلى أن توفّـاه الله تعالـى إلى رحمـته سـنة ١٠٨٧ هـ (١).
نجد (سنة ١٢٢٤ ه)
قال عبدالحي بن فخر الدين الحسيني (المتوفى ١٣٤١ هـ) في (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر) : ... الزيدية بعد ما خالف الشريف حمود بن محمّد على أهل نجد سنة أربع وعشرين ومائتين وألف أن يزيد أهلها قول «حيّ على خير العمل» في ندائهم للصلوات ويَدَعُوا ما توارثوه من السلف في أذان الفجر من قولهم «الصلاة خير من النوم» فإنه كان يراها بدعة إنّما أحدثها عمر رضي الله عنه في إمرته (٢).
وأختم حديثي بما نقله القلقشندي في صبح الأعشى عن الزيدية فقال : ... وهم يقولون : إن نَصَّ الأذَانِ بَدَل الحَيْعَلَتينِ (٣) : «حَيّ على خَـيْر العَـمَلِ» يقـولـونهـا فـي أَذانِهم مرّتين بدل الحَيْعلَتَيْن ، وربَّما قالوا قبل ذلك : «محمـدٌ وعَلِـيٌّ خَـير البَشَـر ، وعِتْرتُهـما خير العِـتَر» ومن رأَى أنّ هـذا بِـدعـةٌ فقـد حـاد عـن الجَـادَّة.
وهم يسوقون الإِمامة في أوْلاد عَلِيّ كَرَّم الله وَجْهَه من فاطمة عليهاالسلام ، ولا يُجوِّزونَ ثُبوتَ الإِمامة في غير بنيهما ؛ إلّا أنَّهم جَوَّزُوا أن يكونَ كلُّ فاطميِّ عالِم زَاهِد شُجاع خَرج لطَلَب الإِمامة إماماً مَعْصُوماً واجِبَ الطاعة ، سواء كان من ولد