تاريخ الأذان
هناك أقوال متعدِّدة ومتفاوتة في تاريخ تشريع الأذان من حيث الزمان والمكان :
أحدها : تشريعه في الإسراء والمعراج ، حيث أذَّن جبرئيل وأقام ، ثمّ صلَّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالأنبياء (١).
ثانيها : تشريعه بمكّة قبل الهجرة (٢).
ثالثها : تشريعه في المدينة المنورة في السنة الأُولى للهجرة (٣) ، وذلك بعد بناء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مسجده المبارك ، وهذا القول هو المشهور عند أهل السنة والجماعة.
رابعها : تشريعه في السنة الثانية للهجرة (٤).
خامسها : أن جبرئيل أوَّل مَن أذَّن به في السماء (٥) ، لكنَّ تشريعه في الأرض جاء بعد دخول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة.
__________________
(١) مجمع الزوائـد ١ : ٣٢٨ ، الأوسط للطبراني ١٠ : ١١٤ ح ٩٢٤٣ ، نصب الراية ١ : ٢٦٠ ، السيرة الحلبية ٢ : ٩٣.
(٢) قال ابن عابدين في حاشية ردّ المحتار ١ : ٤١٣ : في حاشية الشبراملسي على شرح المنهاج للرملي عن شرح البخاري لابن حجر إنّه وردت أحاديث تدلّ على أنّ الأذان شرّع بمكة قبل الهجرة : منها للطبراني أنّه لما أُسري بالنبىّ صلى الله عليه وآله وسلم اُوحي إليه الأذان فنزل به فعلّمه بلالاً ، وللدارقطني في الإفراد من حديث أنس أنّ جبرئيل أمر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بالأذان حين فُرضـت الصلاة ... الخ. وانظر فتح الباري ٢ : ٩٤ كذلك وشرح الزرقاني ١ : ١٣٦.
(٣) صحيح ابن خزيمة ١ : ١٩٠ ، السيرة الحلبية ٢ : ٩٣. حواشي الشرواني وابن قاسم العبادي على تحفة المحتاج بشرح المنهاج لابن حجر الهثيمي ١ : ٤٥٩. وشرح الزرقاني على موطا مالك ١ : ١٣٥.
(٤) انظر : فتح الباري ٢ : ٦٢ للعسـقلانـي وفي فتح الباري لابن رجب ٣ : ٤٠٧ وبعد ان اتى برواية معمر عن الزهري عن ابن المسيب قال : ففي هذه الرواية ان الأذان كان بعد صرف القبلة إلى الكعبة وكان صرف القبلة إلى الكعبة في السنة الثانية. وقد روى فاستبدل به على ان الأذان انما شرع بعد غزوة بدر بعد صرف القبلة يسير.
(٥) وسائل الشيعة ٥ : ٤٣٩ ح ٧٠٢٨ عن عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٣٨.