الله ورسوله وغيرها لا شجرة الزقوم ولا غيرها من التأو يلات التي صيغت بأخرة لإبعاد الآية الكريمة عن معناها الحقيقي (١).
المجتهدون الأوائل ودورهم في التشريع :
أبانت دراساتنا السابقة عن (وضوء النبيّ) و (منع تدو ين الحديث) و (تاريخ الحديث النبوي الشريف) (٢) بروز نهجين بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان موجودين في حياته :
__________________
(١) وللتاكيد انظر : كتاب المأمون العبّاسي في تاريخ الطبري ١٠ : ٥٧ ـ ٥٨ حتى تقف على الفهم السائد في القرون الأولى بالنسبة للشجرة الملعونة وأنّها تعني بني أميّه وأن أهل البيت هم العترة ـ والكتاب طو يل نأخذ من قوله ـ : ... فجعلهم الله أهل بيت الرحمة وأهل بيت الدين ، أذهب الله عنهم الرجس وطهرّهم تطهيرا ، ومعدن الحكمة ، وورثة النبوة ، وموضع الخلافة ، وأوجب لهم الفضيلة ، وألزم العباد لهم الطاعة ، وكان ممن عانده ونابذه وكذّبه وحاربه من عشيرته العدد الأكثر ، والسواد الأعظم ، يتلقّونه بالتكذيب والتثريب ، ويقصدونه بالأذيّة والتخو يف ، ويبادونه بالعداوة ، وينصبون له المحاربة ، ويصدّون عنه من قصده ، وينالون بالتعذيب مَن اتّبعه ، وأشدّهم في ذاك عداوة وأعظمهم له مخالفة ، وأوّلهم في كلّ حرب ومناصبة ، لا يرفع على الإسلام راية إلّا كان صاحبها وقائدها ورئيسها في كلّ مواطن الحرب من بدر ، وأحد ، والخندق ، والفتح : أبو سفيان بن حرب ، وأشياعه من بني أميّة الملعونين في كتاب الله ، ثمّ الملعونين على لسان رسول الله في عدة مواطن وعدّة مواضع ؛ لماضي علم الله فيهم وفي أمرهم ، ونفاقهم ، وكفر أحلامهم ، فحارب مجاهداً ، ودافع مكابداً ، وأقام منابذاً حتّى قهره السيف ، وعلا أمر الله وهم كارهون ، فتقوَّل بالإسلام غير منطو عليه ، وأسرَّ الكفر غير مقلع عنه ، فعرفه بذلك رسول الله والمسلمون وميّز له المؤلفة قلوبهم فقبله ، وولده على علم منه ، ممّا لعنهم الله به على لسان نبيه وأنزل به كتاباً قوله : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إلّا طُغْيَاناً كَبِيراً) ولا اختلاف بين أحد أنّه أراد بها بني أميّة ، ومنه قول الرسول عليهالسلام وقد رآه مقبلاً على حمار ، ومعاوية يقود به ، ويزيد ابنه يسوق به : لعن الله القائد ، والراكب ، والسائق ...
(٢) طبع سابقا في مجلة تراثنا (الأعداد ٥٣ ـ ٦٠) تحت عنوان (السنّة بعد الرسول).