وأمّا حفص بن عمر بن سعد القرظ ، فلم يسمع من جدّه ولا غيره من الصحابة ، وربما نسب إلى جدّه فيتوهّمه الواهم أنّه تابعي (١).
وقد علّق ابن التركماني على أحد أحاديث حفص بن عمر في كتاب صلاة العيدين بقوله : إنّ حفصاً والد عمر المذكور في هذا السند إن كان حفص بن عمر المذكور في السند الأوّل فقد اضطربت روايته لهذا الحديث ، رواه ها هنا عن سعد القرظ ، وفي ذلك السند رواه عن أبيه وعمومته عن سعد القرظ ، فظهر من هذا أنّ الأحاديث التي ذكرها البيهقي في هذا الباب لا تسلم من الضعف. وكذا سائر الأحاديث الواردة في هذا الباب .. (٢)
وحكى الزيلعي عن «الإمام» : وأهل حفص غير مُسمَّين ، فهم مجهولون (٣).
كان هذا حال رجال هذا الإسناد.
مع ما رواه الحافظ العلوي عن بلال
أمّا طريق الحافظ العلوي فهو أحسن من هذا بكثير ، وإن كان فيه بعض الملابسات ؛ لأنّ الحافظ خرّج حديثه من طريق مسلم بن الحجّاج ، وإن لم يكن في صحيحه :
حدثنا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة ، حدثنا معن بن عيسى ، حدثنا عبدالرحمن بن سعد المؤذّن ، عن محمّد بن عمّار بن حفص بن عمر.
وهم خير من أولئك.
فمسلم بن الحجّاج ، صاحب الصحيح ، فهو إمام عند القوم.
__________________
(١) معرفة علوم الحديث : ٧٠ النوع الخامس عشر.
(٢) الجوهر النقي ٣ : ٢٨٧.
(٣) نصب الراية ١ : ٢٦٥.