البشر» ، وأسقط ذكر إسماعيل بن جعفر الذي تنتسب إليه الإسماعيلية ، فلما قتل في سادس عشر المحرم سنة ست وعشرين وخمسمائة عاد الأمر إلى الخليفة الحافظ وأعيد إلى الأذان ما كان أُسقط منه (١).
وفي بعض كلام المؤرخين هذا خطأ ؛ إذ المعروف عن الإمامية والثابت عندهم هو جزئية «حيّ على خير العمل» فلا يجوز رفعه إن كان كتيفات هذا إمامياً بالمصطلح.
وأما الدعاء للإمام المنتظر وإسقاط ذكر إسماعيل بن جعفر من الخطبة فكانت خطوة سياسية احتمى بها ابن كتيفات ؛ لأنّه كان سنيّاً لكنّه أظهر التمسّك بالإمام المنتظر.
وهذا ما صرّح به الذهبي في (العبر في خبر من غبر) بأنّ أبويه كانا سنيّين ، قال : ... فحجر على الحافظ ومنعه من الظهور ، وأخذ أكثر ما في القصر ، وأهمل ناموس الخلافة العبيدية ، لأنّه كان سنيّاً كأبيه ، لكنّه أظهر التمّسك بالإمام المنتظر ، وأبطل من الأذان «حيّ على خير العمل» ، وغيرّ قواعد القوم ، فأبغضه الدعاة والقواد وعملوا عليه (٢).
وقال اليافعي في (مرآة الجنان وعبرة اليقظان) : ... وأهمل ناموس الخلافة العبيدية ؛ لأنّه كان سنياً كأبيه ، لكنّه أظهر التمسّك بالإمام المنتظر وأبطل من الأذان «حيّ على خير العمل» وغيّر قواعد القوم ، فأبغضه الدعاة والقوّاد وعملوا عليه ، فركب للعب الكرة في المحرم فوثبوا عليه وطعنه مملوك الحافظ بحربة .. (٣).
__________________
(١) المواعظ والاعتبار للمقريزي ٢ : ٢٧١ ، وانظر : قصة قتل أبي علي بن كثيفات في الكامل في التاريخ ٨ : ٣٣٤ أحداث سنة ٥٢٦ هـ.
(٢) العبر في خبر من غبر ٤ : ٦٨ ، شذرات الذهب ٢ : ٧٨ ، سير أعلام النبلاء ١٩ : ٥٠٩ ـ ٥١٠.
(٣) مرآة الجنان وعبرة اليقظان ٣ : ٢٥١.