وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (١).
وقد مرّ عليك قول معاوية بن أبي سفيان : (إلّا دفناً دفناً) في حين أن الله سبحانه وتعالى يقول : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ).
وقال السدّي في تفسير قوله : (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) : كانت قريش يقولون لمن مات الذكور من أولاده : أبتر ، فلمّا مات ابنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : القاسم ، وعبدالله بمكّة ، وإبراهيم بالمدينة ، قالوا : بُتِرَ ، فليس له من يقوم مقامه.
ثمّ إنّه تعالى بيّن أنّ عدوّه هو الموصوف بهذه الصفة ، فإنّا نرى أنّ نسل أولئك الكفرة قد انقطع ، ونسله عليه الصلاة والسلام يزداد كلّ يوم وينمو وهكذا إلى يوم القيامة (٢).
فقد أشار الفخرالرازي في تفسير قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) إلى أن الكوثر : أولاده صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قالوا : لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه عليهالسلام بعدم الأولاد ، فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان.
فانظر كم قُتل من أهل البيت ، ثمّ العالَم ممتلئ منهم ، ولم يبقَ من بني أميّة في الدنيا أحد يُعبأ به.
ثمّ انظر كم فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام والنفس الزكيّة وأمثالهم (٣).
وكان الأمويون يحسدون آل البيت على ما آتاهم الله من فضله ، وقد جاء في تفسير قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى ...) أنّها نزلت في عليّ عليهالسلام وما خُصَّ
__________________
(١) التوبة : ٣٢.
(٢) التفسير الكبير ٣٢ : ١٣٣.
(٣) التفسير الكبير ٣٢ : ١٢٤.