نبّئتُ خيل ابن زيد أقبلت خَبَباً |
|
تُـريــدنـا لتُــحَسِّـينا ألامَــرَّيْــنا |
يا قَومُ إن كانت الأنباءُ صـادقةً |
|
فــالوَيلُ لي ولجميع الطـاهريّينا |
أمّا أنا فــإذا اصــطفّت كتائبُــنا |
|
أكونُ من بيـنهم رأَس المُــوَلّينا |
فالعُذرُ عنـد رسول الله منبسطٌ |
|
إذا احتـسـبت دمـاء الفاطميّينا |
فلمّا التقوا انهزم سليمان ، فلما اجتمعت طبرستان للحسن وجه إلى «جندا» مع رجل من أهله يقال له الحسن بن زيد أيضاً ، فملكها وطرد عنها عامل الطاهرية ، فاستخلف بها رجلاً من العلويين يقال له محمّد بن جعفر وانصرف عنها» (١).
وقد جاء في تاريخ طبرستان لابن اسفنديار الكاتب المتوفّى ٦١٣ هـ قوله :
«استقرّ الداعي الكبير ابن زيد في آمُل ، وأعلن في أطراف طبرستان وكيلان والديلم أنّه : قد رأينا العمل بكتاب الله وسنّة رسوله وما صحّ عن أمير المؤمنين ، وإلحاق حيَّ على خير العمل ، والجهر بالبسملة ، والتكبير خمساً على الميت ، ومن خالف فليس منّا» (٢).
وقد حكى الشيخ أغا بزرك الطهراني في الذريعة عن تاريخ طبرستان : ٢٤٠ أن الداعي إلى الحق الحسن بن زيد كتب في سنة ٢٥٢ منشورة عن آمل إلى سائر بلاده ، بإعلاء شعائر التشيع من تقديم أمير المؤمنين عليهالسلام ، والأخذ بما صح عنه في جميع الأصول والفروع من قول «حيّ على خير العمل» والجهر بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» وغير ذلك (٣).
هكذا نجح الحسن بن زيد في تكوين هذه الدولة التي تُعرف بالدولة الزيدية
__________________
(١) انظر : تفاصيل هذا الامر في الكامل لابن الأثير ٥ : ٣١٤ ـ ٣١٧ حوادث سنة ٢٥٠.
(٢) تاريخ طبرستان لابن اسفنديار الكاتب : ٢٣٩ وعنه في تاريخ طبرستان للمرعشي ٨٨١ هـ.
(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٧ : ٢٧٠.