أُذينة! ما ترى هذه الناصبة في أذانهم وصلاتهم؟.
قال : جُعِلتُ فداك ؛ إنّهم يقولون : إنَّ أُبيّ بن كعب الأنصاريّ رآه في النوم.
فقال عليهالسلام : كذبوا والله ، إنَّ دين الله تعالى أعَزُّ من أن يُرى في النوم. وقال أبو عبدالله : العزيز الجبّار عَرَج بنبيّه إلى سمائه ـ فذكر قصّة الإسراء بطولها ـ» (١).
وفي نصّ آخر ، قال عليهالسلام : «ينزل الوحيُ على نبيِّكم فتزعمون أنَّه أخذ عن عبدالله بن زيد؟!» (٢).
وعن عليّ بن إبراهيم عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أُذينة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : «ما تروي هذه الناصبة؟».
فقلت : جُعِلت فداك ؛ في ماذا؟
فقال : «في أذانهم وركوعهم وسجودهم».
فقلت : إنّهم يقولون : إنَّ أُبيَّ بن كعب رآه في النوم.
فقال : «كذبوا ، فإنَّ دين الله عزَّوجلّ أعَزُّ مِن أن يُرى في النوم».
قال : فقال له سدير الصيرفيّ : جُعلت فداك ؛ فأحدِثْ لنا مِن ذلك ذِكراً.
فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنَّ الله عزّوجلّ لمّا عَرَج بنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى سماواته السبع ، أمّا أُولاهُنَّ فبارَك عليه ، والثانية علّمه فرضه فأنزل الله محملاً من نور فيه أربعون نوعاً من أنواع النور كانت مُحدِقة بعرش الله تغشي أبصار الناظرين ... (٣)
قال : ثمّ زادني ربّي أربعين نوعاً من أنواع النور لا تشبه الأنوار الأُولى ثمّ عرج بي إلى السماء الثالثة ، فنَفَرت الملائكة وخَرَّتْ سُجَّداً ، وقالت : سبُّوح قدُّوس ربُّ الملائكة والرُّوح ، ما هذا النور الذي يشبه نور ربّنا؟!
__________________
(١) انظر : علل الشرائع ٣١٢ / ١ ، وعنه في بحار الأنوار ٨ : ٣٥٤.
(٢) وسائل الشيعة ٥ : ٣٧٠ / ٦٨١٦.
(٣) الحديث طويل أخذنا مقاطع منه.