ولو اتّبعنا مثل هذا الأُسلوب في جميع أبواب الفقه لوصلنا إلى حقيقة الفقه الإسلامي من أيسر طرقه وأسلمها ، ولوقفنا على تاريخ التشريع وملابساته ، ولا تّضحت لنا خلفيات صدور بعض الأحكام ، وعرفنا حكم الله الواحد الذي ينشده الجميع.
وممّا يجب التأكيد عليه أنّ مشـروعنا سـيطـبّق ـ إن شـاء الله تعالى ـ في إطارين :
١ ـ الإطار التأسيسي.
٢ ـ الإطار التطبيقي.
ولنا دراسات عن السنّة النبوية ، والقراءات القرآنية ، والنسخ وأساسيّات نقاط الافتراق بين المذاهب الإسلامية كالعصمة ، والقياس ، والاستحسان وسواها.
وقد قدّمنا سابقاً بعض النماذج التطبيقية للفكرة ، فكان (وضوء النبيّ) هو الأوّل ، ثمّ أردفناه بالأذان ، آملين أن نُلحق به الصلاة والحجّ والزكاة وغيرها بإذن الله تعالى.
ولا نقصد من عملنا هذا إعطاء وجهة نظر فقهيه خاصّـة بـنا ، بل كانت تلك الدراسـات بياناً لكلـيّات عقائديـة تاريخـية فقهـية ينبغـي أن يعـرفها ويتعرّف عليهـا كلّ مسلم غير جامـد على منهج خاصّ ونسق معروف عند طبقة خاصّة من الفقهاء والمؤرّخين والكتّاب.
وقد عنيتُ في عملي هذا برفع الغامض وحلّ المبهم من المسائل ، وأردت أن أنتقل بالقارئ الكريم إلى واحات العلم ، وميادين المعرفة ، من غصن إلى غصن ، ومن فنن إلى فنن على شجرة المعرفة لنقنطف من الثمار أحلاها ... من الفقه ، إلى التفسير ، إلى التاريخ ، إلى الرجال ، إلى الحديث ، إلى اللغة ، وإلى كلّ شيء يمتّ للبحث بصلة.