ثمّ أتيت بدابة أبيض يقال له البُراق فوق الحمار ودون البغل يقع خطوه عند أقصى طرفه ، فحُمِلتُ عليه ، ثمّ انطلقنا حتّى أتَينا السماء الدنيا .... ثمّ سرد قصة المعراج (١).
بل في رواية شريك في حديـثه عن أنس التصريح بأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان نائمـاً. قال : «وهو نائم بالمسجد الحـرام» وذكـر القصـة الـواردة ليلـة الإسـراء ، ثـمّ قـال فـي آخرهـا : «اسـتيقظت» ـ أي انتبهت ـ من منامـي وأنا فـي المسـجد الحـرام (٢).
قال الصالحي الشامي : وهذا المذهب يعزى إلى معاوية بن أبي سفيان ... ويُعزى أيضاً إلى عائشة (٣).
بل صرّح إمام الشافعية القاضي أبو العبّاس بن سريج بوضع هذا الحديث على عائشة فقال : هذا حديث لا يصحّ وإنّما وُضِعَ ردّاً للحديث الصحيح (٤).
ترى من هو الواضع؟
وما هو غرضه من التحريف في مقابل ما هو أصيل؟
ولماذا جَحْدُ منزلة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ومحاولة جعل القضية مناماً عاديّاً؟
ولماذا يختص ذلك بمعاوية وعائشة؟!
وهل يكمن في ذلك إنكارٌ مُبَطَّن لرؤيا النبيّ بني أميّة ـ أو تيماً وعديّاً ـ يردون
__________________
(١) صحيح مسلم ١ : ١٥٠ ، باب الإسراء من كتاب الإيمان ـ ح ٢٦٤. وانظر : مثله في صحيح البخاري ٤ : ٥٤٩ ، كتاب بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة صلوات الله عليهم ، ح ١٣٧١.
(٢) سبل الهدى والرشاد ٣ : ٦٩ والنص عنه. وانظر : رواية شريك في صحيح البخاري ٩ : ٨٢٤ ـ ٨٢٦ / كتاب التوحيد / باب قوله : (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً) / ح ٢٣١٦ ، وانظر : صحيح مسلم ١ : ١٤٨ ح ٢٦٢ / كتاب الإيمان ـ باب الاسراء برسول الله.
(٣) سبل الهدى والرشاد ٣ : ٦٩.
(٤) سبل الهدى والرشاد ٣ : ٧٠ ، نقلاً عن المعارج الصغير لابن الخطاب بن دحية.