وأما من السنة فأخبار كثيرة منها : النبوي المروي في الخصال بسند صحيح كما في التوحيد عن حريز عن أبي عبد الله (ع) قال : «قال رسول الله (ص) رفع عن أمتي تسعة أشياء : الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لا يطبقون وما اضطروا إليه والطيرة والحسد والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطقوا بشفة».
والحديث ، عن التهذيب (وضع) مكان (رفع) والظاهر منه هو رفع التكليف الفعلي المنجز عن الشيء الذي لا يعلم حكمه بقرينة السياق فإن رفع الخطأ والنسيان في الحديث المذكور ليس المراد به عدم وقوع نفسهما في هذه الأمة قطعا لوجودهما فيها وجدانا فلا بد أن يكون المراد رفع التكليف المنجز عما وقع فيه الخطأ والنسيان كما هو مقتضى وروده في مقام المنة ممن هو مشرع.
والحاصل أن المراد به في جميع الفقرات هو رفع الشيء الذي اضطر إليه والشيء الذي وقع الخطأ فيه والشيء المضطر إليه والشيء المكره عليه ، وباعتبار أن الرفع إنما كان من الشارع بما هو شارع فيكون المراد رفع الحكم الالزامي المنجز بمعنى عدم العقاب على مخالفته ومقتضى هذا السياق يكون معنى رفع ما لا يعلمون باعتبار صدوره من الشارع هو رفع حكمه المنجز الالزامي بمعنى عدم العقاب على فعل شيء لا يعلم حكمه سواء كان عملا أو تركا.
ومنها الموثق الذي رواه الكليني (رض) في باب حجج الله على خلقه عن الصادق (ع) «ما حجب الله علمه عن العباد فهو موضوع عنهم».
ومنها الخبر المشهور من قوله (ع) ، «الناس في سعة ما لا يعلمون». فإن (ما) إما ظرفية أي في سعة ما داموا لم يعلموا