ووطء الامهات وإن لم نلق كل مسلم في الشرق والغرب والسهل والجبل ونعلم أيضا أن اليهود والنصارى متفقون على القول بقتل المسيح وصلبه وإن كنا لم نلق كل يهودي ونصراني في الشرق والغرب. ومن أنكر العلم بما ذكرناه كان مكابرا مباهتا.
هذا مع انا نعلم بوجود الاحكام الضرورية في الشريعة وتحقق الضرورة بها يستلزم وجود الاجماعات فيها والعلم بها أيضا كذلك مع إنا إذا راجعنا أنفسنا أيضا نرى في الفقه أحكاما كثيرة معلومة لا مأخذ للعلم بها غير الاجماع.
هذا ولكن الحق أن ذلك لا ينافي ما ذكرناه من عدم إمكان الاطلاع على الاجماع بالطريق المذكور أعني طريق الحس لأن إجماعاتهم التي تمسكوا بها صريحة أو ظاهرة في كون العلم به من طريق الحدس لا الحس واستلزام الضرورة للاجماع فرع انحصار طريق حصول الضرورة بالاجماع لإمكان العلم بالضروريات من وضوح الدليل عليها وسهولة الاطلاع عليه كما هو كذلك في الغالب ودعوى انحصار مدرك المسألة في الاجماع بحيث لم يرد فيها آية أو رواية لا عموما ولا خصوصا ولا أصل ولا قاعدة لعله مجرد فرض لا واقع له فلا يصح جعله مستندا لصحة العلم بالاجماع في الموارد الكثيرة والحاصل أن الاجماعات المدعاة في كلمات القدماء أقوى شاهد على أن مسلكهم في الاجماع موافق لمسلك المتأخرين في كونه حدسيا لا حسيا.
الطريق الثاني : من طرق الاجماع هو اتفاق جميع العلماء غير المعصوم منهم على حكم مع فقد الكتاب والسنة المتواترة عليه فيفارق المسلك الأول بخروج المعصوم بأن قول المعصوم على المسلك الأول مدلول تضمني دون هذا المسلك فانه حجية الاجماع من جهة كشفه عن رأي