بفيوضاته القدسية وإفاضاته الروحية كما يدل عليه ما في تلك الأخبار من أن الانتفاع به وهو غائب كالانتفاع بالشمس إذا سترها السحاب هذا مع احتمال أن المراد بهذه الأخبار هو الردع والمساعدة فيما إذا أوجب تركهما انهدام الشرع وكسر بيضة الإسلام كما لوقعت شبهة في نفوس المسلمين أو في الطائفة المحقة منهم يخاف عليهم منها رجوعهم عن الحق فيجب إذ ذاك على الامام المستور هو ردعهم عنها ومساعدتهم على دفعها ولو بالوجه الغير المتعارف.
الطريق الثالث : من طرق تحصيل الاجماع الذي هو حجة ما سلكه كثير من المتأخرين وهو أن الاجماع اتفاق جماعة يكشف حدسا عن رضاء المعصوم ولا فرق فيه بين كون المجمعين جميعا من عدا الامام أو بعضهم ولا بين كونهم خصوص العلماء أو غيرهم أو الملفق منهم ولا بين كونهم أحياء أو أمواتا أو الملفق منهم ولا بين زمن الحضور والغيبة ولا بين العلم بخروج شخص الإمام عن المجمعين أو الشك في ذلك نعم يعتبر عدم العلم بدخول شخص المعصوم فيهم أو قوله في أقوالهم : إذ يخرج بذلك عن هذا المسلك ويدخل في الطريق الأول والمسلك الأول. ولا بين كونهم في عصر واحد وعدمه ولا بين وجود مجهول النسب فيهم وعدمه ولا بين كون المجمع عليه حكما شرعيا أو غيره إذ يمكن استظهار رأي رئيس كل فن من اتفاق آراء جماعة من أهله وصحبه وهذا المسلك هو العمدة في الاجماع لإثبات الاحكام عند المتأخرين لما عرفت من عدم تحقق الاطلاع عادة على الاجماع على الاول وعدم ثبوت الطريق الثاني وقد عزي القول به إلى معظم المحققين بل قد يدعى إن مدار دعوى الإجماع في لسان المتأخرين على ذلك وكيف كان فالكلام في ذلك كسابقيه يقع تارة في الصغرى