وكان صدرا معظّما ، وافر الحرمة ، مجموع الفضائل ، صاحب رئاسة ومكارم وأفضال وسؤدد وتواضع.
ولي القضاء مدّة فحمدت سيرته.
روى عنه : أبو محمد الدّمياطيّ ، وكان يدعو له ، لما أولاه من الإحسان.
وسمع منه الطّلبة المصريّون.
وولي قضاء حلب (١) بعد موت والده. وكان ذا مكانة عظيمة عند الملك النّاصر وكلمته نافذة ، فلمّا خربت حلب (٢) أصيب بأهله وماله ، والله يعظّم أجره ، وسلمت نفسه ، فأتى مصر ودرس بها إلى أن ولي قضاء حلب ، فأتاها في صدر هذا العام.
توفّي ليلة نصف شوّال (٣).
٤١ ـ أحمد بن عمران (٤).
__________________
(١) في سنة ٦٣٨ ه. «وهو في عنفوان شبابه. فحمدت سرته وشكرت طريقته».
(٢) في سنة ٦٥٨ ه.
(٣) وقال أبو شامة : وكان فاضلا وابن فاضل ، وجدّه من الصالحين ، وجمع كتابا في «شرح الوسيط» كان تعب فيه أبوه من قبل.
وقال قطب الدين اليونيني : وكان رئيسا جليلا ، عظيم المقدار ، جوادا سمحا ديّنا ، تقيّا نقيّا ، حسن الاعتقاد بالفقراء والصالحين ، كثير المحبّة لهم والميل إليهم والبرّ لهم والإيمان بكراماتهم لا ينكر ما يحكى عنهم مما يخرق العادات. وكان أحد المشايخ الأجلّاء المشهورين بالفضل والدين وحسن الطريقة ولين الجانب وكثرة التواضع وجمال الشكل وحلاوة المنطق. حضر إلى زيارة والدي رحمهالله ببعلبكّ فترجّل عن بغلته من أول الدرب ، ولما دخل الدار قعد بين يدي والدي متأدّبا إلى الطرف الأقصى ، ولم يستند إلى الحائط وسمع عليه شيئا من الحديث النبوي ، وكان من حسنات الدولة الناصرية بل من محاسن الدهر. وهو من بيت معروف بالعلم والدين والحديث ، وأبوه القاضي زين الدين أبو محمد عبد الله تولّى القضاء بحلب وأعمالها مدة وسمع من غير واحد وحدث ، وكان من العلماء الفضلاء الصدور الرؤساء. وجدّه عبد الرحمن أحد المشايخ المعروفين بالزهد والدين. رحمهمالله تعالى. وبيتهم أحد البيوت المشهورة في حلب بالسّنّة والجماعة.
(٤) انظر عن (أحمد بن عمران) في : الحوادث الجامعة ٣٥١ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٢٧١ رقم ٣٢٤١.