[طرح امرأة أحد عشر ولدا]
قال شمس الدّين محمد بن الفخر ، رحمهالله : من أعجب ما يؤرّخ أنّ امرأة امساحي (١) في جوار دار بني هلال بباب النّاطفيّين في جمادى الأولى في مدّة سبعة أيّام وضعت طروحا أحد عشر ولدا ذكورا وإناثا ، بعضهم قد كملت خلقته ، وبعضهم قد نبتن بعضها لأربعة أشهر ونصف. وهذا غريب نادر ، واشتهر ذلك في دمشق ، واستثبته قاضي القضاة عزّ الدّين وأرّخه (٢).
[اكتشاف نفق فيه حيوانات ملفوفة]
وفي جمادى الآخرة عبر السّلطان إلى برّ الجيزة ، فأخبر أنّ ببوصير مغارة فيها مطلب ، فجمع لها خلقا وحفروا مدّا طويلا ، فوجدوا كلابا ميّتة وقطاطا وطيورا ، والكلّ ملفوف في عصائب وخرق ، فإذا حلّت اللّفائف ولاقى ذلك الحيوان الهواء صار هباء. وأقاموا ينقلون من ذلك شيئا كثيرا ولا ينفذ فتركوه (٣).
[الحوطة على دار القاضي ابن العماد]
وفي شعبان احتيط على دار القاضي شمس الدين محمد بن العماد ، وحمل ما فيه من الودائع إلى قلعة الجبل. وذلك لأنّ ابن العماد عزل نجم الدّين بن حمدان عن نيابة الحكم لأمر ، فحمل أخاه (٤) التّقيّ شبيبا الكحّال (٥) التعصّب على أن كتب ورقة إلى السّلطان أنّ عند العماد ودائع كثيرة لتجّار من حرّان ، وبغداد ، والشّام ، وقد مات أهلها. فاستدعاه السّلطان وسأله عن الودائع ،
__________________
= الأرب ٣٠ / ١٨٧ ، ١٨٨ ، والدرّة الزكية ١٦٦ ، ١٦٧ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٨ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤١٨ ، ٤١٩ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٢.
(١) هكذا رسمها في الأصل.
(٢) الخبر باختصار في السلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٤ ، وعقد الجمان (٢) ٩٥.
(٣) انظر خبر الحيوانات في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٩ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٨٩ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤١٩ ، وعقد الجمان (٢) ٨٩ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ١٥٧ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٣٣.
(٤) في الأصل : «أخوه» ، وهو غلط نحويّ.
(٥) هو تقيّ الدين شبيب بن حمدان بن شبيب. توفي سنة ٦٩٥ ه.