في السّنة الخالية جاءهم أمر بقصد الشّام فحشدوا ، وجاء صمغر في عشرة آلاف إلى البلستين ، ثمّ إلى مرعش ، وبلغهم أنّ السّلطان بدمشق ، فبعثوا من المغل ألفا وخمسمائة للإغارة وتجسّس الأخبار ، فوصلوا إلى عين تاب ثمّ إلى قسطون (١) ، ووقعوا على التّركمان هناك بين حارم وأنطاكية فاستأصلوهم ، فأمر السّلطان بتجفيل البلاد حتّى أهل دمشق ليطمع التّتار فيتوغّلون في البلاد ويتمكّن منهم. وطلب جيش مصر فقدموا ومقدّمهم الأمير بدر الدين بيسريّ ، فوصلتهم الأخبار فأسرعوا الرّجعة ، وساق الفارقانيّ وراء التّتر فلم يدركهم (٢).
[غارة الفرنج إلى قاقون]
وأغارت الفرنج من عثليث إلى قاقون ، وأخذت التّركمان (٣).
[تسليم مفاتيح حرّان للسلطان]
وساق الأمير علاء الدّين بن طيبرس الوزيريّ ، وعيسى بن مهنّى (٤) ، فخاضوا الفرات إلى حرّان ، فخرج إليهم من بها من التّتار ، فطاردهم ابن مهنّى ، فخرج عليهم طيبرس ، فلمّا رأوا الجيش نزلوا وقبّلوا الأرض ، وألقوا سلاحهم ، فأخذوهم وكانوا ستّين نفسا.
وسار طيبرس فغلّقوا أبواب حرّان سوى باب واحد ، وخرج إليه الشّيخ محاسن وهو من أصحاب الشّيخ حيوة ، وأتوه بمفاتح حرّان وقالوا : البلد للسّلطان أيّده الله. ثمّ عاد طيبرس (٥).
__________________
(١) قسطون : حصن كان بالروج من أعمال حلب ، (معجم البلدان ٤ / ٣٤٨).
(٢) انظر خبر الوقعة في : التحفة الملوكية ٧٣ ، وزبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٧٦ أوب ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٥ ب ، و ٢٦ أ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٨٧ ، والدرّة الزكية ١٦٤ ، ١٦٥ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٢١ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦١ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٧ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤١٧ ، ٤١٨ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٠ ، وعقد الجمان (٢) ٩٠ ، ٩١.
(٣) خبر الغارة إلى قاقون في : زبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٧٦ ب ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٦ أ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٨٨ ، ١٨٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦١ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٠ ، ١٠١.
(٤) هكذا في الأصل ، وهو : «مهنّا» كما في : التحفة الملوكية ٧٣.
(٥) خبر حرّان في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٦ أ ، وتاريخ الدولة التركية ، ورقة ١١ أ ، ونهاية