وكان من كبار الأمراء بالقاهرة ، فقبض عليه وعلى جماعة عزموا على سلطنته (١).
[الحرب بين أمير مكة وعمّه]
وفي جمادى الأولى ورد الخبر أنّ أبا نميّ محمد بن سعد بن عليّ بن قتادة أمير مكّة تواقع هو وعمّه إدريس ، فاستظهر إدريس عليه وتفرّد بإمرة مكّة.
وذهب أبو نميّ إلى ينبع ، فاستنجد بصاحبها ، وجمع وقصد مكّة ، فالتقيا ، فحمل أبو نميّ على عمّه فطعنه رماه ، ونزل فذبحه ، واستبدّ بإمرة مكّة (٢).
[فتح حصن الأكراد]
وفي جمادى الآخرة خرج السّلطان بالجيش لقصد حصن الأكراد ، فبدأ بالإغارة على اللاذقيّة ، والمرقب ، ومرقية ، وتلك النّواحي ، وافتتح في ذلك صافيتا ، والمجدل ، ثمّ نزل على حصن الأكراد في تاسع عشر رجب ، ونصبت المجانيق والسّتائر. وللحصن ثلاثة أسوار فأخذت الباشورة بعد يومين ، وأخذت الباشورة الثّانية في سابع شعبان. وفتحت الثّالثة الملاصقة للقلعة في نصف شعبان ، وكان المحاصر لها الملك السّعيد ، وبيليك الخزندار ، وبيسري الصّالحيّ ، ودخلوا البلد بالسّيف ، فأسروا من فيه من الجبليّة والفلّاحين ، ثمّ أطلقهم السّلطان ، وتسلّم القلعة في الخامس والعشرين من شعبان بالأمان ، وترحّل أهلها إلى طرابلس. ثمّ رتّب الأفرم لعمارة الحصن ، وصيّرت الكنيسة جامعا (٣).
__________________
(١) خبر صاحب الكرك في : نهاية الأرب ٣٠ / ١٧٣ ، ١٧٤ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٩٥ ، والدرّة الزكية ١٥١ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦٠ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٤٣ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩٩.
(٢) خبر الحرب في مكة في : التحفة الملوكية ٦٩ (في حوادث سنة ٦٦٨ ه) ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢١ أ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٤٤ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩٩ ، ٤٠٠ ، وعقد الجمان (٢) ١٦٤ سنة ٦٦٨ ه).
(٣) انظر عن (فتح حصن الأكراد) في : الروض الزاهر ٣٧٥ ـ ٣٧٦ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٤٤ ، والتحفة الملوكية ٧٠ ، وزبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٧٢ أوالمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢١ ب و ٢٢ أب ، والدرّة الزكية ١٥١ ـ ١٥٤ و ١٦١ ، ١٦٢ ونزهة المالك والمملوك ، ورقة