وكتب الكثير ، وحصّل ، وكان حسن الفهم ، له معرفة بالرّجال ، من أفضل من بقي بالجبل.
بالغ في الثّناء عليه تلميذه نجم الدّين ابن الخبّاز ، وقال : كان ضابطا ، متقنا ورعا ، حافظا لأسماء الرّجال ، مجتهدا على فعل الخير ، مفيدا للطّلبة ، يمشي إلى الطّالب ويفيده ويعارض معه ، انتفعت به جدّا ، وأحسن إليّ ونصحني في ديني ودنياي ، وما رأت عيناي بعد شيخنا ضياء الدّين مثله وسمعت بقراءته في سنة تسع وثلاثين على عبد الحقّ بن خلف ، وغيره. وأسمع الحديث مدّة بدار الحديث الأشرفية الّتي بالجبل ، وكان ورعا ديّنا ، عاملا ، قليل الرّغبة في الدنيا ، كثير التّعفّف (١).
قلت : روى عنه : هو ، والدّمياطيّ ، والقاضي تقيّ الدّين ، وابن الزّرّاد ، وآخرون ثمّ ظفرت بمولده في ربيع الآخر سنة اثنتين وستّمائة (٢).
ومات في النصف من ذي الحجّة ، ولم يستكمل السّتين.
وفي كنيته أقوال ، وهي : أبو الفرج (٣) ، وقيل : أبو محمد ، وأبو القاسم.
١٨ ـ عبد الرحمن بن مرهف (٤) بن عبد الله بن يحيى بن عبد المجيد
__________________
(١) وقرأ ابن العز في مجلس الشيخة كريمة حفيدة ابن أبي ذرّ الصوري «مسند عبد الله بن عمر» ، فسمعه بقراءته : سليمان ، وداود ، ومحمد ، وبنو حمزة بن أحمد ، وإبراهيم ، وعيسى ابنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار ، وابنه أخيهما فاطمة بنت عبد الله ، وذلك في العشر الأخير من شهر رمضان سنة ٦٣٧ ، كما كتب المسند المذكور بخطّه. (مسند عبد الله بن عمر ٥١ و ٥٥).
(٢) هكذا في ذيل مرآة الزمان ٢ / ٢١٨.
(٣) ذيل مرآة الزمان ٢ / ٢١٨.
(٤) انظر عن (عبد الرحمن بن مرهف) في : صلة التكملة للحسيني ٢ / ورقة ٧١ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٥٣ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٥٩ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٦٥٩ رقم ٦٢٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٦ ، والعبر ٥ / ٢٦٥ وذيل التقييد للفاسي ٢ / ١٠٢ رقم ١٢٣٥ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ٢٦٦ رقم ٣٢٣ ، والمقفى الكبير ٤ / ١٠٠ رقم ١٤٦٧ ، وغاية النهاية ١ / ٣٧٩ ، ٣٨٠ / رقم ١٦١٨ ، ونهاية الغاية ، ورقة ٩٣ ، وحسن المحاضرة ١ / ٥٠١ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٠٦ ، وتوضيح المشتبه ١ / ٣٢٨.