[غارة السلطان على المرقب]
ثمّ أغار على المرقب فصادف أمطارا وثلوجا ، فرجع إلى حمص ، وأقام بها نحوا من عشرين يوما (١).
[دخول السلطان مصر]
ثمّ سار إلى تحت حصن الأكراد (٢) ، وأقام يسير كلّ يوم نحوها ، ويعود من غير قتال ، فبلغه أنّ مراكب الفرنج وصلت إلى ميناء الإسكندريّة ، وأخذت مركبين للمسلمين ، فرحل لوقته وساق فدخل القاهرة في ثاني عشر شعبان (٣).
[نيابة حصون الإسماعيلية]
وفيها قدم صارم الدّين مبارك بن الرّضى مقدّم الإسماعيليّة بهديّة إلى السلطان ، وشفع فيه صاحب حماة ، فكتب له السّلطان بالنّيابة على حصون الإسماعيليّة ، على أن تكون مصياف وبلدها خاصّا للملك الظّاهر. وبعث السّلطان معه نائبا من جهته على مصياف ، وهو عزّ الدّين العديميّ. فلمّا وصلوا امتنع أهل مصياف ، وقالوا لا نسلّمها للصّارم فإنّه كاتب الفرنج ، ونحن نسلّمها للعديميّ ، وقالوا له : تعال إلينا من الباب الشّرقيّ. فلمّا فتحوا له هجم معه الصّارم ، وبذل السّيف ، وقتل منهم خلقا ، وتسلّم هو والعديميّ القلعة (٤).
__________________
(١) انظر عن المرقب في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٦ ب ، والدرّة الزكية ١٤٣ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩٢ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٨٦ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٢٨.
(٢) التحفة الملوكية ٦٨ ، الدرّة الزكية ١٤٣ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٢٨٦ ، الروض الزاهر ٣٦٤.
(٣) الخبر في المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٦ ب ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩٢ ، ٣٩٣ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٨٦ ، والروض الزاهر ٣٦٤.
(٤) انظر عن (نيابة الإسماعيلية) في : الروض الزاهر ٣٦٢ ـ ٣٧٠ ، وتاريخ الملك الظاهر ٣٣ ، والتحفة الملوكية ٦٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٧ ب (باختصار) ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٣١ ، والمختصر في أخبار البشر ٤ / ٦ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٧١ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧١ ، والعبر ٥ / ٢٨٧ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢١٩ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٦٧ ، والدرّة