كنيسة اليهود ، ومعه أمراء وأعيان والوالي ، وأخرجوا اليهود منها يوم سبتهم وآذوهم ، وقرأ القرآن بها غير واحد ، ثمّ غنّى المغنّون ، ورقص النّاس بحضرة الشّيخ خضر ، وكان يوما عجيبا. ونهب كلّ ما فيها ، وعمل الشّيخ ثاني يوم بسيسة عظيمة بالسّمن والعسل ، وازدحم الخلق حتّى ديست بالرّجلين ، وفضلت ورميت في نهر قلوط. واتّخذ الشّيخ خضر الكنيسة زاوية له. وكان صاحب كشف وأحوال شيطانيّة. وجرى ما لا ينبغي وسيأتي ذكر خضر في سنة ستّ وسبعين (١).
[دخول السلطان دمشق]
وجاء السّلطان بالجيش في نصف شوّال بعد الزّيادة بيومين إلى دمشق ، ولطف الله بهم إذ تأخّروا عن الزّيادة ، وإلّا كانت غرّقت نصف الجيش وأكثر ، فعزل السّلطان ابن خلّكان من القضاء بابن الصّائغ (٢).
[فتح القرين وهدمها]
ثمّ سار بعد عشرة أيّام ، فنزل على القرين ، ونصب عليها المجانيق. وصدق أهلها في القتال ، ودام الحصار جمعتين ، ثمّ أخذت بالأمان وهدمت.
وكانت من أمنع الحصون (٣).
__________________
(١) انظر خبر اليهود في : نهاية الأرب ٣٠ / ١٧٦ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦٠ ، وعقد الجمان (٢) ٧٨.
(٢) انظر عن (قاضي دمشق) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٣ ب ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٧٨ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٩ ، ٢٦٠ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٥٢ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٠٣ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٩٦ ، وعقد الجمان (٢) ٧٨.
(٣) انظر عن (فتح القرين) في : الروض الزاهر ٣٨٥ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٤٤ ، ونزهة المالك والمملوك ، ورقة ٦٣ أ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٤ أ ، والتحفة الملوكية ٧٢ ، وزبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٧٣ ب ، والدرّة الزكية ١٥١ ـ ١٥٤ و ١٦١ ، ١٦٢ ، والمختصر في أخبار البشر ٤ / ٦ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧٢ ، والعبر ٥ / ٢٩٠ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٢٠ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٧٠ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٩ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٠٠ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٩٠ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٩٠ ، ٥٩١ ، وعقد الجمان ٢١ / ٧٩ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ١٥٠ و ١٥٣ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٣٠.