وكان من رجال الدّهر عقلا وحزما ، ورأيا صائبا ، وفراسة وحشمة. وكان إنعامه واصلا إلى الفقراء والرؤساء.
توفّي في شعبان في أوّله.
وقد سمع الحديث من : الفخر الفارسيّ ، والحسن بن دينار ، وابن المقيّر ، وجماعة.
وحدّث باليسير (١).
* * *
فائدة عجيبة : كان ابن يغمور أستاذ الملك الظّاهر ركن الدّين.
قال ابن واصل : كان الأمير علاء الدين البندقداريّ الصّالحيّ أيدكين من كبار أمراء أستاذه الملك الصّالح ، ثمّ قبض عليه وحبسه واستولى على غلمانه ، وكان منهم ركن الدّين بيبرس ، فصار من أعيان حاشية الملك الصّالح ، وكان يقال له بيبرس البندقداريّ نسبة إلى علاء الدّين المذكور ، ثمّ عاش علاء الدين وكان من جملة أمراء الملك الظّاهر إلى أن مات.
قال : وكان علاء الدين مملوكا قبل الملك الصّالح للأمير جمال الدّين ابن يغمور.
ـ حرف الهاء ـ
١١٥ ـ هبة الله بن عبد الله (٢) بن أبي البركات هبة الله بن زوين (٣) بن أبي بكر بن حفاظ.
الشّيخ الصّالح ، الفاضل ، أبو البركات الأنصاريّ ، الإسكندرانيّ.
__________________
(١) وله شعر كثير ، فمنه :
ما أحسن ما جاء به كتاب الحبّ |
|
يبدي حرقا كأنه عن قلبي |
فازددت بما قرأت شوقا وظما |
|
لا يبرده إلّا نسيم القرب |
وله أيضا :
الشوق إليك عزّ فيه الصبر |
|
يا مبتعدا مأواه عندي الصدر |
شكرا للكتاب عادني الأنس به |
|
في وحشة بعد طال فيه الأمر |
(٢) انظر عن (هبة الله بن عبد الله) في : المشتبه في الرجال ٣٢٨ و ٣٣٩ ، وتوضيح المشتبه ٤ / ٢٤٨ و ٣١٩.
(٣) زوين : بضم الزّاي وفتح الواو وسكون المثناة تحت ، عليها نون.