العلماء ، ومعظمهم من أولي الذّوق. ومن أسرته الأخ نعيمائي الّذي يسكن في طهران حاليّا وله خطّ جميل ، كما أنّه ملمّ بعدد من الخطوط. وقد زرته في بيته مع عدد من الأصدقاء. علما أنّ خطّ الملّا نعيما في غاية الجمال.
أثران من الآثار العلميّة للملّا محمّد نعيم (الملّا نعيما)
لم يكن الملّا نعيما شخصيّة مغمورة قطّ ، فقد كان من مشاهير العلماء وضريحه بين نور وطالقان مطاف أولي الإقبال.
إنّ أحد آثاره العلميّة الّتي امتزج فيها الذّوق العلميّ بالذّوق العرفانيّ رسالة جامعة بعنوان أصل الأصول ألّفها الملّا نعيما في قمّ (دار الإيمان) وهي أثر نفيس ، وقد طبعته في الجزء الثّالث من المختارات الفلسفيّة.
مرّ بنا فيما سبق أنّ العالم المذكور فقد كثيرا من أقاربه في غارة الأفغان على مدينة اصفهان الكبرى (وسقوط اصفهان وموت مائة ألف من أهاليها جوعا وقتلا) فقام بعض الأخيار بإخراجه منها بمشقّة فتوجّه تلقاء قمّ مضطرّا وفي قمّ طلب منه بعض العلماء أن يدرّس ، فاستجاب لهم. وما كتابه أصل الأصول إلّا مجموعة دروس كتبها في مهجره.
هذا الكتاب في المعاد الجسمانيّ والرّوحانيّ وعنوانه منهج الرّشاد في معرفة المعاد. ألّفه الملّا نعيما بعد مواجهة جيش الملك (نادر شاه افشار) صلفاء الأفغان وطغامهم. وأخيرا استطاع الجيش المذكور أن ينزل هزيمة ما حقة بجيش (أشرف قلجه اي) حتّى آثر الفرار على البقاء ، وترك اصفهان لمحة البرق. وتكبّد في الطّريق أيضا خسائر كثيرة تحدّثت عنها كتب التّاريخ. وكان بين الأفغان عالم دينيّ يعرف بالملّا زعفر ، وهو مرشدهم ، اشتهر أنّه أقسى النّاس. وعند ما وصل إلى ضواحي كرمان ألقى نفسه في النّهر وغرق.
وكلّ من دخل اصفهان بعد فرار الأفغان ، وكان قد رآها قبل حكومة محمود وأشرف فانّه وجدها يبابا وتنهّد تأوّها عليها. وقام الحاكم غير الكفوء وبعض المتظاهرين بالعلم من الوصوليّين ، ـ في آخر لحظة كان ممكنا فيها أن يعيد القائد الإيرانيّ اللائق النّظم إلى البلاد ـ بإجبار الملك الجاهل على إعماء رجل كفوء وقتله.