فالجواهر النطقيّة بعد وجودها وتجرّدها عن الموادّ هي كسائر المفارقات الصوريّة ، لا ضدّ لها ، إذ لا قابل لها ، فتبقى ببقاء مبدئها ومعيدها (١) ، ولو لم يكن فيها من المميّزات إلّا شعور كلّ منها بهويّتها ، لكفى فضلا عن الصفات والملكات والأنوار الفائضة عليها من المبادئ. ـ انتهى ما قصدنا نقله من كلامه رحمهالله. (٢)
وأقول : وبالله التوفيق ، إنّ الدليل الأوّل الذي ذكرناه على هذا المطلب دليل واضح ، إلّا أنّ إتمامه يتوقّف على دفع ما أورده الإمام فيها من الشبهة وذكرها صاحب المحاكمات أيضا ، فإنّ الظاهر أنّ تلك الشبهة ترد عليه أيضا ظاهرا وتندفع بما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) في المصدر : ومعادها. والظاهر : مبدعها ومعيدها.
(٢) الشواهد الربوبية : ٢٢١ ـ ٢٢٣.