وكان الأمير الحرّ أبو الفتح ابراهيم ميرزا بن بهرام بن الشّاه اسماعيل الصّفويّ (المتوفّى سنة ٩٣٠ المقتول سنة ٩٨٤ ه) يتمتّع بقابليّة قليلة المثيل ويحظى بعناية الشّاه طهماسب ، وقد زوّجه الشّاه بنته (گوهر سلطان خانم). وكان أديبا جليلا ، وفي العلوم الرّياضيّة أستاذا بارعا. وكان من تلاميذ المير صدر الدّين دشتكي في الحكمة والفلسفة. ودرس على علماء قزوين علوما متعدّدة وأصبح من الأساتذة الّذين توجّهت إليهم أنظار العلماء. ولمّا كان كفوءا ، فقد ولّاه الشّاه طهماسب على خراسان ، وضمّ إليها سبزوار لرغبة أهلها في ذلك. وما كان يتّصف به من علم وفضيلة ودراية وكفاءة دفع اسماعيل الثّاني ـ بعد تقلّده الأمر ـ أن يستدعيه إلى قزوين ويقتله. وأوصى هذا الأمير زوجته أن يدفن في جوار الإمام الثّامن عليّ بن موسى الرّضا عليهالسلام.
ألّف أبو الفتح ميرزا عددا من الرّسائل في علم الموسيقى وكان يتمتّع بكفاءة ودراية.
إنّ من خصائص الحكومة الاستبداديّة أن يتولّى الأمر فيها مجنون جاهل كإسماعيل الثّاني ، فيقيل عالما كفوءا كأبي الفتح إبراهيم ميرزا ويقتله. وجاء في گلستان هنر ، (١) وخلاصة التّواريخ ، (٢) وخلاصة الأشعار أنّ السّلطان ابراهيم حفيد الشّاه اسماعيل الصّفويّ كان من عباقرة الدّهر ونوادره ، وقد جمع وحده ما كان عند أولي الذّوق والمعرفة من العلوم والفنون. وكان يكتب بخطّ نستعليق في غاية الجودة. كما كان رسّاما ظريفا. وتتلمذ على مولانا قاسم قانوني في تصنيف القول والعمل. وبرع في النّجارة ، وصناعة الآلات الموسيقيّة ، وصناعة الاختام. وكان أستاذا في التّجليد ، والتّذهيب ، ورشّ الألوان والتّصوير ، والرّماية ، والصّياغة ، وتربّى عليه عدد من الشّعراء والعلماء ، وكان ذا قريحة شعريّة ، واتّخذ لنفسه لقب (جاهي). قتله الشّاه اسماعيل الثّاني سنة ٩٨٤ ه. وتحتفظ مكتبة ملك الأهليّة بنسخة من ديوانه.
* * *
ومن الأمراء الصّفويّين الآخرين : الشّريف جمال الدّين إبراهيم بن نور الدّين عبيد الله الصّفويّ. كان من كبار أولي المعرفة ، ومن فحول الفلاسفة والمتكلّمين في القرن العاشر الهجريّ. وكان من التّلامذة المهمّين للملّا جلال الدّوانيّ في العلوم العقليّة. من آثاره :
__________________
(١) ص ١٠٦ ، ١١٩.
(٢) ص ٦٣٣.