كتاب في المنطق والحكمة الإلهيّة ، ومقدّمة العلوم بخطّ المؤلّف ، وهذا الكتاب موجود في مكتبة الملّا محمّد صالح البرغاني بكربلاء.
أخو الشّريف جمال الدّين هو الشّريف عفيف الدّين ، وكان من تلامذة الملّا جلال الدّوانيّ أيضا. عاصر السّيّد السّند من سادات (دشتكي شيرازي) دافع عن أستاذه الدّوانيّ في مقابل صدر الدّين.
* * *
من الضّروريّ أن نذكر عددا من الموضوعات في هذا المجال :
١ ـ كانت هناك مشاجرات علميّة بين الملّا جلال ومير صدر دشتكي سنين طويلة ، بيد أنّها لم تفض إلى إبداع دراسات وبحوث جديدة.
كما كان هناك خلاف علميّ متواصل بين نجل مير صدر الدّين ، وغياث الدّين كأبيه حول أفكار الملّا جلال الدّوانيّ وأنصار الفلسفة. وكان يدور حول الموضوعات الكلاميّة غالبا. إنّ التّعبير عن المتكلّمين بالفلاسفة عمل غير سديد. وكان الأساتذة والمدرّسون في عصر عضد الدّين الايجي والسّيّد الشّريف وتلامذته من المتكلّمين المحقّقين. وعلى هذا النّهج كانت آثار التّفتازانيّ شارح المقاصد ، والشّيخ النّسفيّ في خراسان. إنّ الرّجوع إلى آثار هؤلاء الأعاظم كالتّنقيب في بيدر للتّبن إذ قد يعثر فيه على قمح أحيانا.
وصفوة القول : إنّ أكثر موضوعاتهم ـ أطراف النّزاع ـ لا تقوم على قاعدة قويّة ، بل هي بالمطالب الواهية أشبه ؛ لذا لم تدرّ هذه المنازعات نفعا على أحد.
كلّ من تلقّى المعرفة من أساتذة مدرسة شيراز ، فانّه تلاعب بالألفاظ.
لم يولد فيلسوف عظيم بعد الخواجه نصير الدّين الطّوسيّ ، وقطب الدّين الشّيرازيّ. ولعلّنا نظفر بحكيمين أو ثلاثة من ذوي المستوى المتوسّط. وكان الأشاعرة فرسان الميدان يومئذ. أمّا العرفاء ، والمتصوّفة ، وأولو المعرفة ، فقد كانوا موجودين في كلّ مكان. وقد قدّم هؤلاء خدمات جليّ من أجل بثّ الإسلام دون أن يستخدموا العنف ، والقتل ، والنّهب ، والإرهاب ، وقوّة السّيف.
واعتمدت الحكومة الصّفويّة على أنصار آبائهم وأجدادهم. وقد ضحّى هؤلاء في نهضة اسماعيل الأوّل الّذي كان ابن اثنتي عشرة سنة حين ظهور الصّفويّين ، وابن أربع