المهديّ الموعود ، ومحمّد من أسمائه ، إذ قال خاتم الأنبياء صلىاللهعليهوآلهوسلم : اسمه اسمي وكنيته كنيتي وله المقام المحمود.
القصد من المقام المحمود مقام قرب قوسين أو أدنى. ومن بلغ هذا المقام فهو أقرب النّاس إلى الله وسرّ الأنبياء والأولياء.
چو او با خواجه دارد نسبت تام |
|
از او با ظاهر آمد رحمت عام(١) |
النّسبة التّامّة هي النّسبة المعنويّة والظّاهريّة.
والمهديّ عليهالسلام منسوب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله نسبة البنوّة كما نقل العامّة والخاصّة. (٢)
ظهور كلّ او باشد به خاتم |
|
بدو يابد تمامى هر دو عالم(٣) |
المراد من الخاتم خاتم الأولياء. والدّليل على صحّة هذا الكلام عجز البيت المتقدّم : به يبلغ العالمان (الدّنيا والآخرة) كمالهما.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يرضى عنه ساكن السّماء وساكن الأرض. لا يدع السّماء من قطرها شيئا إلّا صبّته مدرارا.
وتظهر الأرض بركاتها به حتّى «يتمنّى الأحياء إحياء الأموات.»(٤)
شود او مقتداى هر دو عالم |
|
خليفه گردد از اولاد آدم |
حول ظهور خاتم الولاية المحمّديّة المطلقة ، انظر : شرح گلشن راز ، ص ٣٠٩ فما بعدها. فقد جاء فيه كثير من الإشكالات والموضوعات السّامقة في أطوار ولاية الإمام المهديّ عليهالسلام وأصل الولاية ، بدأ بها الكتاب وانتهى بمطالب تخصّ أنصار الولاية.
__________________
(١) لمّا كانت له مع الله نسبة تامّة ، فقد ظهرت منه الرّحمة العامّة.
(٢) المراد هو الباحثون منهم ، لا المتفقّهون من بعض المذاهب ، إذ منهم من يقول : لم يولد بعد ، ومنهم من يقول : هو تابع لعيسى عليهالسلام. وبعض الجهلة المغرورين ينكرونه ويزعمون أنّه من صنع اليهود. ومن الثّابت أنّ القائلين بهذا قليلون. ويستبين لنا في أدنى مراجعة أنّ العرفاء الباحثين الكبار ذهبوا إلى أنّ المهديّ عليهالسلام هو آخر وليّ ذي مقام رفيع ، وهو صاحب الولاية المطلقة ووارث الأنبياء والأولياء جميعهم ، وإنّ ظهوره عليهالسلام من الخفاء هو بأمر الحقّ. والمتصرّف في الباطن والظّاهر من أشراط السّاعة ومقدّمة لظهور الدّولة الحقّة على الإطلاق. وقد ناقشت ما يخصّ الإمام المهديّ الموعود بالتّفصيل في مقدّمتي على فصوص الحكم ، وفي التّعليقات على الفصّ الشّيثيّ.
(٣) تجلّى ظهوره تعالى في خاتم أوليائه ، وبه يبلغ العالمان (الدّنيا والآخرة) كمالهما.
(٤) سيصبح (الإمام عليهالسلام) مقتدى العالمين وخليفة النّاس.