الخفقة والخفقتين من مصاديق النوم وأنّ النوم له معنى وسيع حتّى يشمل الخفقة والخفقتين أم لا؟
الثالث : أنّ زرارة يعلم أنّ الخفقة والخفقتين من مصاديق النوم ومرتبة ضعيفة من مراتب النوم ، ولكن لا يعلم أنّ الشارع جعل الناقضيّة لجميع مراتب النوم أو لسائر المراتب غير الخفقة والخفقتين ، وعلى جميع التقادير الثلاثة يكون السؤال عن الشبهة الحكميّة.
وفي جملة «الرجل ينام» أيضا يحتمل أن يكون المراد منه تحقّق النوم بمراتبه الضعيفة ، ويعلم أنّ الرجل نام ولكن لا يعلم أنّ لهذه المرتبة من النوم ناقضيّة أم لا؟ وهذا الاحتمال في هذه الجملة مؤيّد للاحتمال الثالث المذكور.
ويحتمل أن يكون المراد منه إرادة النوم ، يعني الرجل يريد النوم ولكن قبل تحقّق النوم عرضت له الخفقة والخفقتان ، كما هو الظاهر من التعبير بصيغة المضارع ، فالشبهة شبهة حكميّة ، وقال الإمام عليهالسلام في الجواب : «يا زرارة ، قد تنام العين ولا ينام القلب والاذن ، فإذا نامت العين والاذن والقلب فقد وجب الوضوء». والمراد من القلب فيه هو مركز الحواسّ لا القلب الاصطلاحي ؛ فإنّه لا ينام ولا يسكن في جميع الحالات إلّا عند الموت.
والعمدة السؤال الثاني في الرواية ، فإنّه محلّ البحث في باب الاستصحاب ، وهو قوله: «فإن حرّك على جنبه شيء وهو لا يعلم؟» يعني عدم التفاته إلى حركة الأشياء بجنبه أمارة على تحقّق النوم؟ قال : «لا ، حتّى يستيقن أنّه قد نام ، حتّى يجيء من ذلك أمر بيّن». وهذه الجملة بوحدها دليل على اعتبار الاستصحاب بعد العلم بأنّ الناقض هو النوم الواقعي ، لا العلم واليقين بالنوم ، وهكذا في سائر النواقض ، فمعناها أنّ في مورد الشكّ في تحقّق النوم يستصحب